أثار المرشح «الجمهوري» دونالد ترامب المخاوف بشأن جدول مناظرات الخريف؛ لأن مناظرتين منهما تتعارضان مع مواعيد دوري كرة القدم؛ ولأنه لن يقبل مديرين محددين للمناظرة، واتهم هيلاري كلينتون بمحاولة «التلاعب بالمناظرات». وفي يوم الاثنين الماضي، قال ترامب إنه يتوقع (حتى هذه اللحظة) المشاركة في كافة المناظرات الثلاث، ولكن شكاواه أوحت بإمكانية أن يصبح هو أول مرشح منذ جيمي كارتر عام 1980 لا يشارك سوى في مناظرة عامة واحدة تمهيداً للانتخابات العامة، أو أن يكون هو الأول منذ «ريتشارد نيكسون» في عام 1972 الذي يمتنع عن حضور المناظرات كافة. وسيضر أيّ من الاحتمالين بالناخبين، الذين سيُحرمون من جانب مهم من الحملة، بل من أكثر الوسائل أهمية لتوقع معالم الحكم خلال السنوات الأربع المقبلة. وفي كافة المناظرات المتلفزة منذ نيكسون وجون كينيدي في عام 1960، زادت مشاهدة المناظرات قدرة الناخبين ليس فقط على التمييز بين المواقف المحورية للمرشحين، ولكن أيضاً على التكهن بما سيحدث أثناء رئاسة حكم الفائز. وتسلط المناوشات التي تحدث في المناظرات الضوء أيضاً على المعارك المحتملة بين الكونجرس والجناح التنفيذي. وكذلك ينبئ الاتفاق بين المرشحين بإمكانية تمرير القوانين. وتزيد القيمة المعلوماتية للمناظرات عندما تختلف مواقف المرشحين عن مواقف حزبيهما أو موقف الرئيس الموجود في السلطة، كما هي الحال مع موقف كلا المرشحين خلال حملة هذا العام بشأن «اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ». وعلاوة على ذلك، تبرز المناظرات أيضاً تغير المواقف، كما حدث مع تحول ترامب عن الحظر المؤقت الذي اقترحه في السابق على هجرة المسلمين، وتغير وجهة نظر هيلاري بشأن اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ أو التنقيب عن الغاز الطبيعي بتكنولوجيا التكسير الهيدروليكي. وتنطوي المناظرات المتعددة على فرص انتخابية للمرشحين أنفسهم، ذلك أن بعض المشاهدين ربما يتجاوزون المناظرة الأولى، ويتابعون الثانية أو الثالثة. ولذا، فإذا كان توقع دونالد ترامب في يوم عيد العمال بأنه سيشارك في المناظرات الثلاث ليس وسيلة للمراوغة، فإنها ستكون أنباء جيدة للجميع. كاثلين هول جيمسون أستاذة الإعلام في جامعة بنسلفانيا يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»