أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، مؤخراً، عن إطلاق مسابقة بعنوان «اكتشف المريخ»، إذ سيقدم جميع الراغبين بالمشاركة أبحاثاً علمية متعلقة بكوكب المريخ، حيث تمنح المسابقة الفرصة لطلبة الجامعات في مختلف المراحل المشاركة تقديم أبحاث معمقة حول سطح المريخ، غلافه الجوي أو إمكانية توافر مقومات حياتية تمكّن الإنسان من أن يعيش على سطحه. ومن المقرر أن تقوم لجنة مؤلفة من علماء محليين ودوليين بارزين في مجال استكشاف المريخ وأبحاثه العلمية، بتقييم إسهامات المتسابقين. تولي دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها اهتماماً فريداً للعلم والبحث العلمي كنواة للتطور والتنمية، وكوسيلة للانتقال إلى مجتمع قائم على المعرفة، عبر تبنّي منهج الابتكار والإبداع وتعزيز القدرة المعرفية للدولة، كنهج رسخه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي ظل حريصاً على بناء الإنسان وتسليحه بالمعرفة والعلوم والخبرات، وسارت القيادة الرشيدة على النهج ذاته في ظل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث يأتي اهتمام الدولة بعلوم الفضاء في سياق مسيرة التنمية المستدامة للدولة، وفي إطار السعي إلى مواكبة التطورات العلمية والثورات التكنولوجية التي سرعان ما تنتشر في أرجاء العالم، تحرص القيادة الحكيمة المتطلعة على تطوير معارف شعبها، فالتطلع إلى التقدم والتميز في شتى المجالات ليس بالأمر الجديد على دولتنا الغالية. ترتكز استراتيجية الدولة وجهودها في هذا المجال على بناء كوادر وطنية مؤهلة للريادة، من خلال تشجيع الأجيال الناشئة على تنمية مهارات البحث العلمي لديهم لما له من دور حيوي في إثراء المخزون المعرفي، فضلاً عن تعزيز إدراج علوم الفضاء في المراحل التعليمية كافة، لتسهيل تأسيس الطلبة منذ بداية المرحلة التعليمية بهذا النوع المميز من العلوم والمعرفة، ويأتي اهتمام دولة الإمارات باقتحام قطاع الفضاء، انطلاقاً من إدراك القيادة الرشيدة للدولة للأهمية الاستثنائية لاقتصاد المعرفة الذي تتصاعد أهميته يوماً بعد يوم، وتمتلك الدولة بنية تقنية وتكنولوجية متقدمة تؤهلها للمنافسة العالمية في مجال الفضاء، وتؤكد جميع المؤشرات أن دولة الإمارات العربية المتحدة مؤهلة بشكل تام للتفوق في مجال السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي. ويأتي كل ذلك الجهد المتواصل في إطار سعي حكام دولة الإمارات ذوي الرؤية المستقبلية إلى تنظيم ودعم قطاع الفضاء المتنامي في الدولة وتعزيز مكانته في المنطقة وزيادة الوعي بتكنولوجيا الفضاء وتعزيز القدرات الوطنية وتشجيع التطبيقات السلمية لأبحاث الفضاء، حيث ترتكز الاستراتيجية على تطلعات الدولة في أن تصبح لاعباً مهماً في قطاع الفضاء، فالاستثمارات الوطنية في مجال تقنيات الفضاء في نمو مطرد، وتتطلع الدولة إلى الدخول في شراكات دولية، وترى الحكومة أن هذا المجال الواعد سيلعب دوراً مهماً في تعزيز الأمن الوطني، وتطوير الاقتصاد المتنوع ودعم التنمية المستدامة، ورفع إجمالي الدخل المحلي، فضلاً عن خلق فرص عمل، وستشجع أبحاث الفضاء الشركات الاستثمارية على الدخول في أسواق جديدة. ويعتمد كل ذلك في الأساس على إعداد الكوادر الوطنية المؤهلة من الأجيال القادمة، ولذا تعمل الوكالة الوطنية للفضاء بشكل مباشر مع وزارة التربية والتعليم والمدارس والجامعات للمساعدة على تنمية المواهب وزيادة الوعي بالفرص المستقبلية في هذا القطاع كونه عنصراً مهماً في تعزيز الفخر الوطني. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية