بين تدخل ساركوزي في ليبيا.. و«ثورة» اليمين في أميركا ليبراسيون في صحيفة ليبراسيون كتبت الصحفية «سيليان ماكيه» مقالاً بعنوان: «وستمنستر تستهدف ساركوزي»، خصصته للحديث عن خلفيات وأبعاد الاتهامات التي وجهتها لجنة تحقيق بريطانية لنيكولا ساركوزي في دفع ديفيد كاميرون للانخراط في أتون التدخل العسكري في ليبيا الذي أدى لإسقاط نظام القذافي، وما تبع ذلك من تحديات ما زالت ليبيا تواجهها حتى الآن. وقد اعتبر التقرير البريطاني، الذي نشر يوم الأربعاء الماضي، أن الرئيس الفرنسي السابق ظل يبذل كل جهد ممكن لدفع لندن وواشنطن وبقية عواصم المجتمع الدولي كله للتدخل في الصراع الليبي بطريقة يبدو الآن، بعد مرور خمس سنوات على الثورة الليبية، أنها لم تكن مثالية، ولم تتكشّف أيضاً عن الأهداف التي تم الإعلان عنها في لحظة التدخل. واعتبر البرلمانيون، معدو التقرير، أن «كاميرون هو المسؤول النهائي عن الإخفاق في بلورة استراتيجية متماسكة في ليبيا». غير أن الانتقادات لساركوزي ووزير خارجيته «ألان جوبيه» كانت هي الأقوى والأمضى، وقد خصص التقرير لهما ست فقرات انتهت إلى أن «فرنسا قد قادت حملة لدفع المجتمع الدولي لتدخل عسكري في ليبيا وظلت تعمل لإقناع العالم بذلك خلال شهر فبراير 2011. وقد تبعت الاستراتيجية البريطانية قرارات اتخذت في فرنسا». وفي هذا السياق استند التقرير على تحليل للبروفيسور جورج جوفيه من كلية «كينج كوليدج» الشهيرة، قال فيه إن «قرارات ساركوزي.. كانت واقعة تحت تأثير بعض المنفيين الليبيين ذوي العلاقات الواسعة في الأوساط الثقافية الفرنسية، الذين كانوا راغبين في إحداث تغيير سياسي في ليبيا». وكذلك دور برنار هنري ليفي ليس هو أيضاً سراً بالنسبة لأي أحد. كما استند التقرير أيضاً على مصدر آخر هو تقرير ممهور بختم «سري» في وزارة الخارجية الأميركية، هو بريد إلكتروني أرسله لهيلاري كلينتون مستشارها الخاص سيد بلومنثال في 2 أبريل 2011 (وكان التدخل الفرنسي قد بدأ في 19 مارس)، حيث تحدد الوثيقة السرية أهداف ساركوزي من وراء التدخل في ليبيا، بحسب مسؤولين في الاستخبارات الفرنسية، في الآتي: الحصول على أكبر نصيب ممكن من الإنتاج النفطي الليبي، وتقوية التأثير العسكري الفرنسي في شمال أفريقيا، وتعزيز موقفه السياسي الداخلي في فرنسا، وإتاحة فرصة للعسكريين الفرنسيين لتأكيد مكانتهم الدولية، والاستجابة لقلق مستشاريه من محاولات القذافي القفز على دور فرنسا كقوة مهيمنة في أفريقيا الناطقة بالفرنسية. لوموند نشرت صحيفة لوموند افتتاحية بعنوان: «أنطونيو غوتيريس، المرشح الأفضل للأمم المتحدة»، قالت في بدايتها إن العالم سيكون على موعد مع انتخابات أخرى بالغة الأهمية خلال الخريف، إلى جانب انتخابات الرئاسة الأميركية، هي حملة التنافس على شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة، مع نهاية ولاية الكوري الجنوبي بان كي مون، الذي أمضى عشر سنوات باهتة في هذا المنصب. وسيكون على من سيخلف بان كي مون في المنصب بحلول الأول من يناير من العام المقبل أن يكون على قدر الاستجابة للتحديات الدولية الجارفة الآن، من حروب مشتعلة، وأزمات لاجئين، وتغير مناخ، وتحديات التنمية المستدامة على صعيد عالمي، وذلك لأن الأمم المتحدة يجب أن تكون في قلب وصلب منظومة الحكامة الدولية وتسيير الشأن العالمي، ولكن دورها تآكل بشكل كبير منذ حرب العراق، حيث ظلت ترزح في حالة من التهميش بسبب لعبة صراع القوى الدولية الكبرى. ولذا فإن المنظمة الدولية اليوم تبدو في أمسِّ الحاجة إلى أمين عام قوي، ومن العيار الثقيل. ومن الناحية الشكلية الرسمية فإن من سيخلف «بان» سيتم تنصيبه والموافقة عليه من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة بأعضائها الـ193، ولكن في الحقيقة سيتم اختياره تحديداً من قبل الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن، مع تمتع الدول الخمس دائمة العضوية وحدها بحق «الفيتو»، ولذا فقد بدأ الآن المترشحون لشغل المنصب يستعرضون مؤهلاتهم ويستقطبون الدعم في نيويورك. كما واظب المجلس على إجراء اقتراعات بيضاء (تجريبية) لمعرفة من يقف مع أو ضد أو على الحياد، تجاه هذا المرشح أو ذاك. ولكن في زحمة المترشحين، تقول لوموند، يبدو مرشح معين هو الأكثر إقناعاً وجاهزية، ألا وهو رئيس الوزراء البرتغالي السابق أنطونيو غوتيريس، 67 عاماً، حيث إنه يتفوق على منافسيه في خبرته وتجربته السابقة ضمن دائرة الزعماء العالميين، كما أنه يعرف آليات المنظمة الأممية بعمق من الداخل، حيث ظل يدير المفوضية العليا للاجئين حتى سنة 2015. كما أنه من وجهة نظر فرنسية يستفيد أيضاً من ميزة أخرى هي كونه فرانكوفونياً واشتراكياً. وفي الاقتراع الأخير في مجلس الأمن تصدر غوتيريس المترشحين بحصوله على 12 صوتاً مؤيداً، مقابل صوت واحد محايد، وصوتين فقط ضده. ومع ذلك اعتبرت الصحيفة أن غوتيريس يواجه معوقين أساسيين على طريق بلوغ طموحه: أنه رجل في حين أن هنالك رغبة في شغل امرأة للمنصب، وأنه أيضاً لا ينتمي إلى أوروبا الشرقية التي يوجد انطباع الآن بأن الدور يأتي عليها وفق قاعدة المحاصصة الجغرافية غير المعلنة في اختيار الأمناء العامين. فبعد أفريقيا مع كوفي عنان، وآسيا مع «بان»، ثمة اليوم ما يشبه القناعة بأن هذا دور المجموعة الأوروبية الشرقية، وبالفعل هنالك عدد من المترشحين باسمها مثل وزير الخارجية السلوفاكي السابق ميروسلاف لاكجاك، والمترشح الصربي فوك جيريميك، وهما اللذان حلا في الترتيب الموالي لغوتيريس. كما أن هنالك أيضاً مرشحتين بلغاريتين هما أرينا بوكوفا المديرة العامة لليونيسكو، التي تواجه معارضة أميركية بسبب قبولها دخول دولة فلسطين في تلك المنظمة، وكذلك المرشحة البلغارية الأخرى المفوضة الأوروبية كريستينا جورجييفا، التي تدعم ملفها المستشارة الألمانية ميركل. وفي الأخير توقعت الصحيفة أن تشهر بعض الدول دائمة العضوية «الفيتو» في وجه بعض هؤلاء المترشحين، ومشكلة غوتيريس تأتي من احتمال الاعتراض الروسي ضده، في سياق الحرب الباردة الجديدة بين الشرق والغرب. ولو عرف غوتيريس كيف يقنع موسكو بأن أهمية المنظمة الدولية تفوق رهانات واستقطابات الشرق والغرب، وأنه سيكون على مسافة حياد ملائمة فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، وغيرها من الملفات ذات الأولوية لدى الروس، فستكون فرصه هي الأقوى، بكل تأكيد، في خلافة بان كي مون على رأس المنظمة الأممية. لوفيغارو ناقش الكاتب اليميني إيفان ريوفول ما اعتبره ملامح ثورة جديدة يقودها المرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترامب، وخاصة مع انتعاش فرص هذا المرشح، حيث بدأت بعض استطلاعات الرأي تشير إلى تقليصه الفارق مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وقال الكاتب، ابتداءً، إن المستحيل بات الآن ممكناً، بل وارداً بقوة: فدونالد ترامب يمكن أن يفوز في النهاية في انتخابات شهر نوفمبر المقبل، ليصبح بذلك رئيساً للولايات المتحدة. وحتى إن كانت أرقام التوقعات الانتخابية ما زالت في غير صالحه، إلا أن فوز كلينتون أيضاً لم يعد بديهياً، ولا مؤكداً، دعك من أن يكون تحصيل حاصل، كما كان يسود الاعتقاد على نطاق واسع. واعتبر الكاتب أن كذب كلينتون حول صحتها، وقد كشفت ذلك الوعكة التي أصيبت بها خلال الأيام الماضية حيث عانت من التهاب رئوي، جاءت لتنضاف إلى أزمة الثقة الواسعة التي تواجهها المرشحة الديمقراطية وخاصة ما تعلق من ذلك بقضية استخدام بريدها الإلكتروني الشخصي في مراسلات رسمية عندما كانت وزيرة للخارجية. كما أن تهجمها الأسبوع الماضي على مؤيدي ترامب ووصفهم بأوصاف قادحة انقلبت عليها أيضاً، ولم يفد الاعتذار عن ذلك ولم يزدها إلا تآكلاً وتراجعاً في الثقة لدى جمهور الناخبين العريض، بحسب رأي الكاتب، الذي اعتبر أخيراً أن ترامب المتوقع أن يواجه «ديكتاتورية الأقليات» التي تجعل المساكنة والتعايش في العالم الحر أكثر هشاشة، سيمثل فوزه «نعمة»، من وجهة نظره الخاصة، بطبيعة الحال. إعداد: حسن ولد المختار