أين وكيف بدأ التشكيك في محل ميلاد الرئيس الأميركي باراك أوباما؟ بالطبع لم تكن هيلاري كلينتون هي من بدأ هذا التشكيك، بغض النظر عما يقوله دونالد ترامب. والحقيقة أن «التشكيك في محل الميلاد» لم يبدأ بمجرد اتهام زائف أو الادعاء بأن أوباما لم يُولد في هواي أو أخفق في تقديم شهادة ميلاده.. فهذا الاتهام مجرد تطور لعملية تشهير شاملة بدأت عام 2004، بعد خطاب أوباما الشهير في مؤتمر «الحزب الديمقراطي»، وتضمنت اتهاماً للرجل بإخفاء أصوله المسلمة. وبدأت قصة التشكيك هذه في 10 أغسطس 2004، عندما نشر المرشح السياسي الدائم، ومثير عدد من القضايا، «أندي مارتن»، بياناً صحفياً كتب فيه: «يؤسفني أن أكشف أن باراك أوباما ليس سوى رجل مخادع، وهي حقيقة ستذهل كثيرين ممن انجذبوا إليه. فقد كذب على الشعب الأميركي وسعى إلى تحريف ميراثه». وقيل عن أوباما تحديداً إنه يحرِّف أو يُخفي ميراثه كمسلم. وما إن بدأت أسهم أوباما السياسية في الارتفاع حتى زادت الشائعات. وبحلول نهاية 2007، بات من الشائع أن تجد مدونين يتداولون على نطاق واسع هذه المزاعم الزائفة. وقد كتب مدون من «بوسطن» يدعى «بيكويذ»: «إن أوباما مسلم بالميلاد والدماء والتدريب». وكثيرون ممن صوّتوا في انتخابات 2008 سيتذكرون تداول رسائل البريد الإلكتروني، والتي تبدأ بعنوان: «احذروا.. توخّوا الحذر الشديد»، ثم تردد القصة الهادفة للتشهير بأوباما. وفي 2011، أشعل ترامب مجدداً فتيل قضية كان يفترض أنها انتهت، إذ أدرك أن التشهير بأصول الرئيس سيزيد أرقام استطلاعات الرأي، وأبقى على التشهير منذ ذلك الحين. ويوم الجمعة الماضي، أقر ترامب علانية بأن أوباما وُلد في أميركا، لكنه رفض التخلي عن مشروعه التشهيري. فبينما لم يعد أوباما عدوه، لا تزال هيلاري كذلك. لذا، ركز هجومه عليها، مدعياً أنها هي من بدأ التشكيك في ميلاد أوباما. دانييل ألن أستاذ السياسة في جامعة «هارفارد» يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»