منذ يونيو 2015، عندما دخل دونالد ترامب السباق الرئاسي، كانت هناك قائمة من الأشياء غير المرئية وغير المسموعة وغير المتصورة لفترة طويلة، والتي أصبحت حقيقية بالنسبة للناخبين. ولكن في مساء يوم الثلاثاء في ولاية كارولينا الشمالية، فإن الشعور السائد لدى ترامب بأن هناك الكثير من الأمور الخاطئة في أميركا، وأنه هو فقط القادر على إصلاحها – كلها – ربما يكون قد فصله عن الواقع. وقال ترامب متحدثاً إلى حشد في مدينة كينانزفيل، بكارولينا الشمالية: «إننا سنقوم ببناء المدن الداخلية لأن مجتمعاتنا الأميركية من أصل أفريقي هي في أسوأ أشكالها على الإطلاق أكثر من أي وقت مضى». ترامب محق في أمر واحد. فنحن نعيش في زمن أبعد ما يكون عن المثالية، في ظل إطلاق الشرطة للنار في أوكلاهوما وما لحق بذلك من المعلومات المضللة. هناك بالفعل أميركيون سود فقراء، وهم أقلية من المجموعة الكلية، لكنهم أيضاً مهمون. ونظرة إلى كل مقاييس الرفاه الاجتماعية والاقتصادية ستشير إلى الفوارق العنصرية التي لا تزال قائمة في السكن، والرعاية الصحية، والتعليم وغيرها. وهناك نسبة تبلغ 76% من الأميركيين السود لا تعيش في فقر. وهذه هي الغالبية العظمى. وما يقرب من 57% من السكان السود يعملون (تقريباً نفس نسبة البيض العاملين، والتي تبلغ 60.1%). وقد ساهم الأميركيون السود في إحداث انخفاضات في نسب الفقر والزيادة المتواضعة في الأجور التي أعلنها مكتب الإحصاء الأسبوع الماضي، على الرغم من أن التفاوتات بين الجماعات لا تزال قائمة. لا تزال هناك تحديات. ولكن لا يوجد ببساطة مقياس يدل على أن حياة السود في أميركا اليوم أسوأ مما كانت عليه في الماضي. وهذه الحقيقة هي التي تكشف وصف ترامب المرير لحياة السود في أميركا كما هي تماماً. إن ترامب لا يهدف إلى التحدث عن الحقائق التي تتعلق بحياة السود أو عن التحديات الحالية التي تعرض حياة السود للخطر. وبعبارة أخرى، إنه لا يتحدث إلى الناخبين السود عن واقعهم الفعلي، ولذلك فهو ليس بحاجة لتقديم حلول ترامب لهذه المشاكل الفعلية، ومن خلال القيام بذلك، يتنافس على أصوات السود. جانيل روس* *كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»