دبلوماسية فاشلة في الأزمة السورية.. و«ترامب» لايصلح للرئاسة «واشنطن بوست» «حلب تحترق والولايات المتحدة تؤثر الصمت والتردد»..هكذا عنونت «واشنطن بوست» يوم أمس افتتاحيتها مقتبسة مقولة وردت يوم الأحد الماضي على لسان سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة «سامانتا باور» مفادها، أن (ما تفعله روسيا وترعاه في حلب بربرية). وحسب الصحيفة، شنت الطائرات السورية في الأيام الماضية وابلاً من القنابل على أجزاء من مدينة حلب تسيطر عليها المعارضة السورية، بما فيها قنابل الفوسفور والذخائر العنقودية، والقنابل القادرة على اختراق التحصينات، ومئات من المدنيين لقوا حتفهم ونصف الضحايا من الأطفال. السفيرة الأميركية قالت إنه «بدلاً من تقديم المساعدة للمدنيين في سوريا يقوم الروس وقوات النظام بقصف قوافل المساعدات الإنسانية والمستشفيات، واستهداف كل من يحاول إنقاذ حياة الناس. الهجمات العسكرية التي ترقى إلى جرائم حرب يقول النظام السوري عنها، إنها من أجل استعادة المناطق الشرقية من حلب، هذه الهجمات عصفت بمحاولات إدارة أوباما الرامية إلى جعل الروس والسوريين يذعنون لاتفاق وقف إطلاق النار.. الصحفيون الذين وجهوا أسئلة للمسؤولين الأميركيين كي يحصلوا منهم على تفسير لما يقع من هجمات في سوريا، لم يجدوا إجابة شافية، بل إحدى الإجابات أشارت إلى أن الأميركيين في انتظار ما سيقوله الروس!.. اللافت أن إدارة أوباما أدانت الهجمات الأخيرة التي شنها نظام بشار الأسد على حلب، لكنها لم تفعل شيئاً لوقف هذه الهجمات.. والأخطر من هذا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أصر على مواصلة الحوار مع نظام فلاديمير بوتين، كي يطرح عليه مبادرات دبلوماسية على أمل أن يختار نظامه وقف إطلاق النار في سوريا. وحسب الصحيفة يدرك الرئيس الروسي ونظيره السوري أن أوباما ليس لديه سوى الدبلوماسية، ومن ثم لا توجد أية ضغوط تجبرهما على تغيير سلوكهما في سوريا، بل حصل من خلال جون كيري على اتفاق أميركي مبدئي على إبقاء بشار الأسد في السلطة، على أن يتعاون الأميركيون والروس في قتال التنظيمات الإرهابية داخل سوريا. ومن الواضح أن النظام السوري اتخذ قصف الجنود السوريين في شرق سوريا بالخطأ على يد القوات الأميركية، كذريعة للهجوم على حلب وانضم إليه الروس. وإذا نجح نظام بشار في حلب سيكون قد انتصر في الحرب الأهلية، وفي هذه الحالة لن تكون لديه حاجة للتفاوض مع كيري. وحسب الصحيفة، فإن السوريين المحاصرين في شرق حلب هم الخاسر في هذه المسألة، حيث يوجد ما بين 250000 إلى 275000 يعيشون من دون مساعدات طبية وغذائية، وهؤلاء ليس أمامهم سوى ما يريده النظام، فإما الاستسلام أو التضور جوعاً، وهو منطق طبقه نظام بشار على سوريين محاصرين في مدن سورية أخرى. إنهم ضحية البربرية أما الشعارات الدبلوماسية الأميركية ومحاولات التوسل إلى بوتين لن تفيد كثيراً. «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها ليوم السبت الماضي، وتحت عنوان «هيلاري كلينتون لمنصب الرئيس»، أفصحت «نيويورك تايمز» عن تأييدهما للمرشحة الديمقراطية هيلاي كلينتون، وفسرت الصحيفة موقفها بأنه يعود إلى شجاعة هيلاري وذكائها وخبرتها. وفي أي عام انتخابي، عادة ما تتم مقارنة مواقف المرشحين الرئاسيين في كل قضية، لكن في هذا الموسم الانتخابي تبدو المقارنة مسألة عبثية، فالأمر يتعلق بالمقارنة بين هيلاري كلينتون التي لديها تاريخ حافل في الجهاز الحكومي ولديها أفكار براجماتية.. أما المرشح الجمهوري ، فليس بحوزته شيء متماسك سواء تعلق الأمر بشخصه، أو بخططه وتعهداته ووعوده التي يعتمد فيها على الكذب. ترامب، حسب الصحيفة، يعد أسوأ مرشح في التاريخ الأميركي الحديث يتصدر قائمة مرشحي حزب كبير مثل الحزب الجمهوري. الدعوة لتأييد هيلاري قد تصبح- حسب الصحيفة- خطوة فارغة المضمون، إذا كان الهدف من ورائها تأكيد اختيار هيلاري بين أنصارها، لكن ما تريده «نيويورك تايمز» يتمثل في إقناع المترددين في التصويت لمصلحة المرشحة الديمقراطية ، لأن هؤلاء يقاومون اختيار سياسية قد تصبح كلينتون جديد، أو أن تصبح مرشحة لا تريد التغيير، كونها قادمة من مؤسسة تبدو غير مكترثة بالتغيير أو قادمة من نظام يبدو منهاراً. وترجح الصحيفة أن السبب في التصويت لمصلحة هيلاري لا ينبغي أن يكون أنها ليست مثل ترامب، بل لأنها قادرة على مجابهة التحديات الراهنة. الرئيس الأميركي الجديد سيصل إلى البيت الأبيض في ظل حركات تحرض على الكراهية والعصبية، وحروب وإرهاب وضغوط تفرضها العولمة، إضافة إلى تآكل القيم الديمقراطية وبروز تحديات تعرقل التسامح سواء في الشرق الأوسط أو آسيا وروسيا وأوروبا الشرقية وربما داخل بريطانيا والولايات المتحدة. وتقول الصحيفة طفا على السطح في الاستحقاق الرئاسي لعام 2016 يأس الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى وهؤلاء يرون أن حكومتهم لم تفعل سوى القليل لتخفيف العبء الملقي على كواهلهم جراء الركود الاقتصادي والطفرة التقنية والمنافسة الأجنبية التي تلحق الضرر بعوائلهم. وأكدت الصحيفة أن هيلاري بما لديها من خبرة في العمل العام تصل إلى 40 سنة، تستطيع دراسة المشكلات وتحديد القوى المعنية بحلها والتعامل معها. أما واشنطن بوست، فعنونت افتتاحيتها أول من أمس بعبارة «ترامب لا يصلح للرئاسة وهذه القناعة غبر مطروحة للنقاش»، استنتاج استبقت به الصحيفة المناظرة الأولى بين مرشحي الرئاسة، لتوجه من شاهدوا المناظرة بأن عليهم ألا يقعوا في فخ التفكير في احتمال أن يجدوا فيها ما يصفه البعض بـ«ترامب الحقيقي» أو«ترامب الجديد» وفترامب الآن لم يتغير عما كان عليه منذ أن أعلن ترشحه للرئاسة ومنذ أن صرح بأن المكسيك يقع عليها اللوم كونها ترسل المغتصبين إلى الولايات المتحدة في صورة مهاجرين غير شرعيين. «واشنطن تايمز» تحت عنوان«بعيداً عن المناظرات»، استنتجت «واشنطن تايمز» في افتتاحيتها أول من أمس، أن الشعب الأميركي يبحث عن رئيس يتفهم ما هيئه السير الأميركي. الصحيفة استبقت مناظرة الاثنين، وأشارت إلى أن الأميركيين يريدون قادة أقوياء لديهم القدرة على ضبط النفس خاصة وأن لديهم القوة، قادة يقاومون استخدام القوة فقط لأنهم يستطيعون فرضها. وحذرت الصحيفة من استسلام قادة كلا الحزبين في الولايات المتحدة لفكرة خبيثة تتمثل في أن الرؤساء إذا حشدوا حولهم أشخاصاً أذكياء، فإنه سيكون بمقدورهم تحقيق رؤيتهم على أرض الواقع، وهذا يفسر لنا لماذا فرض أوباما رؤيته للرعاية الصحية التي فشلت أمام الجميع، وتحذر الصحيفة من مغبة الإفراط في الاعتماد على النخبة الحاصلة على مؤهلات علمية كبيرة، فرؤساء أميركيا الجيدون أدركوا في الماضي حدود الأحلام والخطوط الفاصلة بينها وبين الواقع. إعداد: طه حسيب