الجنس والعرض واحد في نظر القانون، فمن يسرق يعد منتهكاً للأمانة ومن يزني يعد منتهكاً للعرض، ولا حاجة للكلام في ضرورة حماية الأعراض، والمحافظة على الآداب العامة، لكن اعتبار القانون أن بعض الأفعال تنطوي على فكرة الجنس أمر يحتاج إلى نقاش، خصوصاً أن بعض حقوق الفرد تُسلب منه إذا أدين بفعل مصنف كفعل جنسي. جرائم العرض لها صور متنوعة، منها التلامس الجسدي بالرضا بين غير متزوجين، سواء بقبلة، أو عناق، أو شبك أيدٍ، (عقوبته الحبس مدة لا تقل عن سنة)، والإشارة بالإصبع، (عقوبتها الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر)، والتعرّض لأنثى ولو بعبارة «أنتِ جميلة»، أو تنكّر رجل بزي امرأة، (عقوبة الجريمتين الحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على 10 آلاف درهم أو بإحداهما). هذه الأفعال تدخل في جرائم العرض، رغم أن القبلة قد تكون للتعاطف، وشبك الأيدي قد يكون للإحساس بالأمان، والإشارة بالإصبع يقصد بها التعبير عن الاستياء، والإعجاب قولاً بأنثى ليس دائماً دعوة لعلاقة، وارتداء زي نسائي قد يكون سخافة وقلة ذوق، إلا إذا كان التنكّر بغرض الدخول في مكان للنساء أو بقصد ارتكاب جريمة، والقانون يشدد على العقوبة في هاتين الحالتين. وفضلاً عن العقوبات المقررة لتلك الأفعال، يفقد من يحكم عليه بإحداها حقه في حضانة طفله بعد انتهاء العلاقة الزوجية، وإذا كان أجنبياً يُبعد بعد تنفيذ العقوبة. القانون يساوي إذن، بالنسبة للحضانة، وللإبعاد، بين مرتكب تلك الأفعال وبين من يعتدي جنسياً بالإكراه، أو يمتهن الدعارة، أو يكشف عورته في الشارع، أو يخدش حياء أنثى بإيحاءات مبتذلة، وهكذا تحرم الأم من حق حضانة طفلها لأنها في شبابها تبادلت قبلة مع شاب. ويجد أجنبي يعيش مع أسرته نفسه معرّضاً للإبعاد، لأنه أشار بإصبعه. كما أن بعض الوظائف والمهن يُشترط في صاحبها ألا يكون قد حكم عليه بجريمة ماسّة بالشرف، كالقضاء، والنيابة العامة، والمحاماة، وتدقيق الحسابات، والترجمة، والطب، والصيدلة، والتمريض، والتوليد، والعلاج الطبيعي، وصناعة الأسنان، وصناعة الأطراف الصناعية، والعضوية في جمعيات النفع العام، وامتلاك دار حضانة أو الإشراف عليها، والعمل في مجال الاستشارات الأسرية. وعلى عكس جرائم العرض المحددة، لم يضع القانون تصنيفاً لما يعد ماسّاً بالشرف، تاركاً الأمر لاجتهادات المحاكم حسب كل حالة، ولا يُستبعد أن تذهب بعض الاجتهادات إلى أن جرائم العرض تمسّ بالضرورة بالشرف، فيحرم شخص من العمل في صناعة الأسنان، لأنه أشار بإصبعه في لحظة غضب، ويمنع شخص من العمل في الترجمة القانونية، لأن كلمة إعجاب خرجت من فمه أمام فتاة مارّة في الطريق، وبعض تلك المهن تقبل من رُد إليه اعتباره، وبعضها لا تقبله للأبد. التلامس بين غير متزوجين، والإشارة بالإصبع، وإبداء الإعجاب بأنثى، والتنكّر بزي نسائي، أفعال قد تستحق المؤاخذة، والقانون يضع لها عقوبات رادعة، ولكن تصنيفها كأفعال جنسية، ثم إلحاقها بجرائم العرض، ثم الذهاب إلى أنها تمسّ بالشرف، مع ما يترتب على ذلك من سلب حق الحضانة، والإبعاد، والحرمان من بعض المهن والأعمال، أمور تحتاج إلى إعادة النظر فيها.