وصف دونالد ترامب قضية استعمال هيلاري كلينتون لبريدها الإلكتروني الشخصي أيام كانت وزيرة للخارجية بأنها «أكبر من ووترجيت». وهناك نقاط كثيرة مجهولة في التحقيق بشأن هذا البريد. وقد أعلن جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف. بي. أي)، الجمعة الماضي، العثور على عدد من رسائل البريد الإلكتروني التي قد تكون ذات صلة بالتحقيق مع هيلاري. وكتب كومي خطاباً إلى الكونجرس تضمن تفاصيل قليلة. ولا يوجد ما يكفي من المعلومات لنعرف ما إذا كانت رسائل البريد الجديدة ستؤدي إلى تطورات أخرى، ومكتب التحقيقات الاتحادي لم يفحصها بعد معمقاً. وذكر كومي أن المكتب «لا يستطيع تحديد أهمية أو عدم أهمية المواد»، أو ما إذا كانت بها معلومات سرية، لكننا نعرف معلومات كثيرة عن فضيحة ووترجيت التي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي بفضل التغطية الصحفية التي منحت جائزة بوليتزر للصحفيين كارل بيرنشتاين وبوب وودوورد. وقد بدأت الفضيحة بعملية سطو مسلح على مكتب اللجنة القومية للحزب الديمقراطي في مجمع ووترجيت، وأدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون وتوجيه اتهامات جنائية وإقرار بالذنب من عشرات الأشخاص الذين تورطوا في حملة تخريب وتجسس لمصلحة مسعى إعادة انتخاب نيكسون وعملية التغطية اللاحقة على القضية. ونعود إلى قضية البريد الإلكتروني، ففي رد على تعليقات ترامب، نفى بيرنشتاين، صحفي ووترجيت وكاتب سيرة هيلاري الذاتية، أي تشابه بين قضية بريد هيلاري وفضيحة ووترجيت. وأضاف: «ليس من باب تقليل شأن عدم اكتراثها وتعاملها غير الصادق لمسائل بريدها الإلكتروني، ولكن هذا مختلف كلياً عن عصابة ووترجيت». ولم تقدم حملة ترامب أدلة توضح سبب كون رسائل هيلاري أكبر من ووترجيت، لكن الحملة أصدرت بياناً جاء فيه «هيلاري كلينتون واحدة من أكثر المرشحين فساداً ممن خاضوا السباق على منصب الرئيس، وهي تجند وسائل الإعلام المتحيزة لصالحها». ويبقى بريد هيلاري مختلف بالأساس عن فضيحة ووترجيت التي أدين فيها 48 شخصاً. ميشيلا يي هي لي صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»