تحظى المرأة باهتمام استثنائي من قبل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تدرك كل الإدراك أهمية دور المرأة في الملحمة الوحدوية النهضوية الإماراتية، وتقدم لها الدعم اللامتناهي، لتمكينها، شأنها شأن شقيقها الرجل، ولتكون عنصراً فاعلاً في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها الدولة في المجالات كافة، السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والصحية، وسواها، وهو الأمر الذي أسفر عن بلورة تجربة إماراتية رائدة في تمكين المرأة، باتت نموذجاً تستقي من دروسه العديد من الدول والشعوب. ولا جدال في أن هذه التجربة الملهمة لم تكن لتتحقق لولا حرص قيادتنا الرشيدة على مواصلة النهج الأصيل الذي أرساه الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان خير نصير للمرأة وأكبر داعم لحقها في الإسهام في بناء الدولة ونهضتها، فمهّد أمامها، ورفيقةُ دربه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، منذ اليوم الأول لقيام الاتحاد، آفاق العلم والعمل وفرص النجاح والإنجاز، فأثبتت المرأة الإماراتية بدورها أنها بالفعل على قدر الثقة بها. فقد حققت المرأة الإماراتية، وخلال وقت قياسي، إنجازات باهرة في مختلف المجالات، وعلى كل الصعد المحلية والدولية، وليس ثمة دليل أبلغ على ذلك من تعيين ثماني سيدات في حقائب وزارية مهمة خلال التشكيل الوزاري الأخير للحكومة الاتحادية، وفوز معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي بمنصب رئيس المجلس الوطني الاتحادي، في سابقة هي الأولى من نوعها عربياً، ووصول عدد عضوات المجلس إلى تسع عضوات، يشكلن ما نسبته 22,5% من إجمالي الأعضاء البالغ عددهم 40 عضواً. كما أصبحت المرأة تشغل 66% من الوظائف العامة في الدولة، وباتت شريكاً أساسياً واستراتيجياً في مسيرة التقدم في البلاد، وقدمت تجربة بالغة الأهمية في ميدان الأعمال وإدارتها وريادتها. وقد جاء احتفال مجلسي سيدات أعمال الإمارات وأبوظبي، أمس الثلاثاء، برعاية «أم الإمارات»، بمناسبة مرور 15 عاماً على تأسيس المجلسين، ليؤكد محورية الدور الذي تسهم به ابنة الإمارات في دفع عجلة التنمية، ويقدم دليلاً بليغاً على أصالة دور المرأة عموماً وسيدات ورائدات الأعمال، خصوصاً في إرساء قواعد التقدم والتنمية في الدولة. والاحتفال الذي شهد تكريم عدد من الوزراء الذين دعموا مسيرة عمل المجلسين، ورؤساء اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة وغرفة أبوظبي السابقين، ورئيسات مجلس سيدات أعمال الإمارات وأبوظبي السابقات، وعدد من الشخصيات التي كان لها الفضل الأكبر في إنجاح أعمال المجلسين، حمل رسالة وفاء لكل من أسس وأسهم في إنجاح مسيرة التمكين الاقتصادي للمرأة الإماراتية، كما أنه مثّل منبراً مهماً أعربت من خلاله بنات الإمارات عموماً، وسيدات الأعمال خصوصاً، عن عظيم الشكر والعرفان والتقدير للقيادة الرشيدة للدولة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، على دعمها ورعايتها وتمكينها للمرأة، لبلوغ ما بلغته من مكانة مرموقة في مختلف المجالات. ولا يمكن لمتتبع مسيرة الإنجاز والإدهاش التي خطتها ابنة الإمارات، إلا التوقف بكل احترام وتقدير عند الدور الجليل الذي تقوم به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ليس في الارتقاء بالمرأة الإماراتية فقط، بل باعتبارها إحدى أهم القيادات النسائية العالمية التي تسهم بكل حرص واجتهاد في تمكين المرأة، والدفاع عن حقوقها حول العالم. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية