يوماً بعد يوم، وفي خير استقبال لليوم الوطني الخامس والأربعين، تضيف دولة الإمارات العربية المزيد من البنود المميزة إلى قائمة إنجازاتها الطويلة والغنية، وفي هذا الإطار، فقد وضع تقرير «اتجاهات الممارسات الاقتصادية المسؤولة وريادة الأعمال الاجتماعية: نظرة على المنطقة العربية»، الذي صدر مؤخراً، الإمارات في المرتبة الأولى في تقارير الشفافية لدى الشركات العاملة فيها، إذ تُدرِجُ معظم الشركات الكبيرة موضوع الشفافية ضمن تقرير الاستدامة السنوي. كما جاءت شركات الإمارات بالمرتبة الأولى في تطبيق المعايير الدولية للأجور والمزايا الوظيفية، وخاصة في مجالات شركات البضائع الاستهلاكية وشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام. وفي مجال «الحكم الرشيد» والشفافية جاءت الإمارات في مقدمة الدول التي تمتلك شركاتها أعضاء مستقلين في مجال الإدارات، كما جاءت الشركات الإماراتية في الطليعة من حيث وجود موظفين مختصين بالمسؤولية الاجتماعية مقارنة بالشركات في الدول الأخرى، كما أنها من أكثر دول المنطقة اهتماماً بتدريب الموظفين على الصحة وإجراءات السلامة. وأيضاً تعتبر الإمارات من أكثر الدول إنفاقاً على برامج التدريب. هذه الإنجازات المتوالية لدولة الإمارات العربية المتحدة، تؤكد أنها عازمة على مواصلة مسيرتها التنموية بكل عزم وإصرار وطموح. ويزداد هذا الأمر وضوحاً في ظل كون التقرير المذكور الذي أُطلق مؤخراً في العاصمة الأردنية، عمّان، صدر على هامش منتدى «أمواج»، الذي يعد منصة لمناقشة أبرز أساليب وحلول الاستدامة وريادة الأعمال، كما تنظمه مجموعة من الشركات والمؤسسات، وهي شركة «بيبسيكو» و«ريفولف للإعلام»، و«أهيد أوف ذا كيرف»، و«ومضة»، كما يهدف المنتدى إلى تحفيز ثقافة الشراكة بين الحكومات والمجتمعات المحلية ورواد الأعمال والإعلام والقطاع الخاص لجعل العالم أكثر استدامة وتعزيز الروابط بين قطاع الأعمال والمجتمع، وللوصول إلى مفهوم مشترك حول أهمية التنمية المستدامة، بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وبالتالي فإن تصدُّر دولة الإمارات العربية المتحدة ترتيب الدول المشمولة في التقرير، يمثل دليلاً قاطعاً على المكانة المتميزة التي باتت تحتلها، وهي المكانة التي لا تقتصر فقط على المستوى الإقليمي ولكنها تتسع أيضاً لتشمل المستوى العالمي بأجمعه. تعتبر الإمارات من خلال ما تثبته من نجاح منقطع النظير في التفاعل مع قضايا التنمية الشاملة والمستدامة، بل وريادتها الإقليمية والعالمية، في تبني المبادرات غير التقليدية في المجالات كافة، بما في ذلك المجالات التي تميز الاقتصاد في العصر الحديث، والتي تقوم على المعرفة وكثافة التكنولوجيا، وتلك التي تتركز في قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة، وحماية البيئة والاستدامة بشكل عام. وما يميز الجهود الإماراتية في هذا الصدد كذلك، هو أنها جهود ذات أبعاد إقليمية وعالمية، إذ لا تستهدف الإمارات من خلال جهودها تلك تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة على المستوى الوطني فقط، بل إن جهودها تسعى كذلك إلى المساهمة بفاعلية في النهوض بمستويات التنمية في العالم، ومن هنا تأتي الاستثمارات الإماراتية الكثيفة في مجال تنفيذ المشروعات التنموية في العديد من الدول الأخرى، وبالشراكة مع المنظمات التنموية الدولية، ولاسيما مشروعات الطاقة المتجددة وحماية البيئة، وتوصيل الخدمات إلى المناطق النائية، هذا إلى جانب النهوض بخدمات التعليم والرعاية الصحية، والمساعدات الإنسانية المتنوعة التي تقدمها الدولة إلى العديد من دول العالم، والتي تستهدف الوقوف بجانب الإنسان في أزماته، بصرف النظر عن عرقه أو دينه أو هويته أو لونه، في تطبيق صريح وسليم للسياسة الخارجية الإماراتية المنفتحة بتسامح وفاعلية مع دول العالم ومناطقه كافة. ـ ـ ـ ــ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.