ربما يكون هناك سيناتور واحد، ليس «تشاك شومر» ولا أي «ديمقراطي» آخر، الذي يمكنه أن يكون رادعاً لبعض التجاوزات المحتملة للرئيس دونالد ترامب، هذا السيناتور هو «جون ماكين»، ذلك لأن الرئيس المنتخب وعضو مجلس الشيوخ «الجمهوري» عن ولاية أريزونا هما تقريباً على طرفي النقيض فيما يتعلق بقضايا تتعلق بالخدمات والمسؤوليات العامة للأمن القومي. وقد أوضح ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، أنه سيعارض سياسات ترامب التي من شأنها أن ترقى إلى استرضاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن سورية، أو أي مكان آخر أو أي جهود للالتفاف على القانون وإحياء أساليب «الاستجواب المعزز» ضد الإرهابيين والتي وصفها بالتعذيب. ومن الممكن أن يكون «ماكين» شوكة في جانب ترامب فيما يتعلق بالأخلاق. فقد كان مقاتلاً شرساً ضد الفساد منذ أن كان متورطاً في فضيحة في قطاع المدخرات والقروض قبل أكثر من ربع قرن. كما أنه سيكون بمثابة رادع أخلاقي أكثر من ترامب الذي يبدو غافلاً عن تضارب المصالح المحتمل الذي تمثله امبراطوريته التجارية المترامية. لم يتخلص ماكين تماماً من ألم خسارته أمام باراك أوباما في السباق الرئاسي لعام 2008، وكان إلى حد ما بمثابة منشق مستقل خلال الثماني سنوات الماضية. لكن الفوز بما قد تكون الفترة النهائية من عضويته لمجلس الشيوخ ربما يكون منقذا للسيناتور البالغ من العمر 80 عاما. ويكن ماكين وترامب لبعضهما البعض قدرا ضئيلا من الاحترام. وخلال حملة الانتخابات التمهيدية، قلل ترامب، الذي لم يخدم إطلاقا في الجيش، من أهمية الخمس سنوات ونصف التي قضاها ماكين كأسير حرب في فيتنام الشمالية، وقال «إنني أحب الأشخاص الذين لم يتم أسرهم». كما اتهم عضو مجلس الشيوخ بإهماله لقدامى المحاربين. ويحمل ترامب مقتاً لماكين لأنه سحب تأييده له في خريف هذا العام. ولم تجر المحادثة الأخيرة بين الرئيس المنتخب وعضو مجلس الشيوخ على ما يرام. فإذا ما اختلف ماكين مع الرئيس الجديد بشأن بعض قضايا الأمن القومي والقضايا الأخلاقية، فمن المحتمل أن يشجع هذا عددا من «الجمهوريين» و«الديمقراطيين» المذبذبين كي لا يتم ترهيبهم من قبل ترامب. ومع ذلك لا تتوقعوا من ماكين أن يعارض ترامب وغيره من «الجمهوريين» بشأن الضرائب والإنفاق أو معظم القضايا الداخلية. فلم تكن المسائل الاقتصادية إطلاقا موطن قوة بالنسبة لماكين، الذي يحمل وجهات نظر «جمهورية» تقليدية محافظة للغاية، بما في ذلك الدفاع عن اتفاقيات التجارة الحرة. وفيما يتعلق بالأمن القومي، فإن روسيا ستكون بمثابة نقطة خلاف. فقد كان ترامب يشير إلى بوتين بشكل إيجابي ويريد إبرام اتفاق مع العميل السابق في المخابرات الروسية، لكن «ماكين» يتبنى مواقف مغايرة تماماً. وإذا حاول ترامب إبرام اتفاق مع بوتين يسمح للرئيس السوري بشار الأسد بالبقاء في السلطة، ربما يكون ماكين منزعجاً. وفي آسيا، يخشى ماكين من أن يبدو ترامب أكثر تصميماً على اعتبار أن الصين تتلاعب بالعملة وأن يقيم الحواجز التجارية لمنع البلاد من الهيمنة على بحر الصين الجنوبي. فالسيناتور يؤمن بأن هذه الأولويات يجب تغييرها. في بعض الحالات، قد تعتمد العلاقات بين الاثنين على الأشخاص الذين سيختارهم ترامب لتولي مناصب الأمن القومي. إن ماكين سيدعم تعيين الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس وزيرا للدفاع، على الرغم من التحفظات بشأن اختيار رجل عسكري لتولي البنتاجون. فقد كان ماكين يخشى من أن يعين ترامب عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ألاباما «جيف سيشنز»، والذي سيتم تعيينه بدلا من ذلك في منصب المدعي العام. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»