شعر التيار السائد من «الجمهوريين» بسعادة جراء تعيينات دونالد ترامب حتى الآن، وهم مقتنعون بأن تعيين كبار المسؤولين في مناصب استراتيجية قد يمنع هؤلاء الذين يعتبرونهم متطرفين. وفيما يتعلق بالقضايا الداخلية، يعتقد المحافظون في الكونجرس أن تحالفا بين نائب الرئيس «مايك بينس»، ورئيس مجلس النواب «بول ريان» ورئيس موظفي البيت الأبيض «رينس بريبوس» من شأنه أن يشجع إدارة ترامب للدفع بأجندة «جمهورية» تقليدية. وهم أيضا يعتمدون على تأييد كبرى بنات ترامب «ايفانكا». والخاسر في وجهة النظر هذه سيكون مستشار البيت الأبيض «ستيف بانون»، الذي يدافع عن القوميين البيض واليمين الشعبوي. وفيما يتعلق بالأمن القومي، فإن الرهان على أن وزير الدفاع المكلف «جيمس ماتيس»، جنرال متقاعد، سيوحد القوى مع خيار ترامب لوزير الخارجية «ريكس تيلرسون»، الرئيس التنفيذي لشركة «اكسون موبيل»، للتفوق على مستشار الأمن القومي المكلف «مايك فلاين»، وهو أيضا جنرال متقاعد. وقد أثار فلاين انتقادات بعد أن وصف الإسلام بأنه «أيديولوجية سياسية» وقال زملاؤه السابقون إنهم قلقون بشأن مزاجه المتقلب. ويرى هؤلاء «الجمهوريون» مماثلة تاريخية في إدارة رونالد ريجان. فكبير موظفي البيت الأبيض في إدارة ريجان وهو «جيمس بيكر» ونائبه «مايك ديفر» تفوقوا على ضباط الجناح اليميني بقيادة «إد ميس». وفي وقت لاحق، وضع وزير الخارجية «جورج شولتز» وحليفته الرئيسية، السيدة الأولى نانسي ريجان، أجندة للسياسة الخارجية على الرغم من اعتراض بعض الصقور مثل مستشار الأمن القومي «ويليام كلارك». بيد أن ترامب ليس ريجان، فالرئيس المنتخب لديه قناعات قليلة والقليل من الاهتمام بتفاصيل السياسة. وليس من الواضح من الذي سينصت إليه أو كيف سيحل الخلافات بين مستشاريه. وتتضمن أجندة مؤسسة «المحافظين» رفع القيود وإحداث استقطاعات كبيرة في الضرائب والإنفاق، ووضع خطة بنية تحتية طموحة ومعقولة لا تستنزف الموازنة وتبديل برنامج «أوباما كير» الذي لم يدخل حيز التنفيذ لسنوات عديدة. كما يأملون في تجنب الانقسامات العرقية والتعامل مع وعد حملة ترامب بترحيل الملايين من الأجانب الذين لا يحملون وثائق. وفيما يخص الأمن القومي، فإن الكثيرين في المؤسسة الجمهورية يزدرون فلاين الذي يظهر عداء للمسلمين وعلاقات ودية مع روسيا. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»