في وقت تواصل فيه قيادتنا الرشيدة، ممثلةً في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الارتقاء بمسيرة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة في المجالات كافة، فإنها لا تغفل كون التنمية البشرية أحد أهم جوانب العملية التنموية، إن لم تكن أهمَّها على الإطلاق، والضامن الأساسيَّ لاستدامتها، والمحرِّك الفاعل لما تسطِّره من إنجازات متعاقبة، وذلك في امتداد للنهج السديد والفكر الحكيم الذي أرسى قواعده مؤسس الدولة وباني نهضتها، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي آمن، منذ اليوم الأول لقيام الاتحاد وإعلان الدولة، بأن الإنسان الإماراتي هو أغلى ثروات الوطن، وأن بناءه وتسليحه بالعلم والمعرفة والتعاليم الإسلامية الجليلة والهوية الوطنية الأصيلة هما أسمى غايات الملحمة الوحدوية النهضوية التي أسسها، وأن الاستثمار في أبناء الوطن وبناته هو خير استثمار في حاضر الدولة ومستقبلها، والطريق الأقوم نحو إيجاد الغد المشرق للأجيال الإماراتية المتعاقبة. هذه الملحمة الاستثنائيَّة من البناء في الإنسان، ولأجل الإنسان، تمضي بالإمارات وشعبها اليوم، بكلِّ خطى واثقة، نحو تحقيق «رؤية الإمارات 2021» الرامية إلى تتويج دولتنا الحبيبة واحدةً من أفضل دول العالم في المجالات كافة بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد، ما يعني مواصلة الإنجازات الريادية التي تبهر بها الإمارات محيطَيها الإقليمي والعالمي بشكل مستمر، فضلاً عن تعزيز موقع شعب الإمارات واحداً من أسعد شعوب المعمورة، حسب المؤشرات العالمية. ولطالما حظيت فئة الشباب من أبناء الإمارات وبناتها بالدعم الوافر والاهتمام الكبير من قبل قيادتنا الرشيدة، انطلاقاً من إدراكها أن الشباب هم العماد الأساسيُّ لارتقاء أي أمة، كونهم سواعد بنائها، والحصن المنيع لمكتسباتها وأمجادها، وراسمي ملامح مستقبلها، لذلك فإن تمكين الشباب كان ولا يزال إحدى أبرز الأولويات التي تتصدَّر اهتمام قيادتنا الرشيدة، ساعيةً على الدوام إلى أن تحيطهم ببيئة تزخر بكل مقوِّمات السعادة والعيش الكريم، وأدوات التميز والنجاح والابتكار، وكل ما من شأنه إكسابهم القدرة على مواجهة التحديات المتزايدة المحدقة بهم، بل تحويلها إلى فرص حقيقية تضمن لهم ليس الإسهام الفاعل في بناء حاضر الدولة ومستقبلها فقط، بل كذلك تؤهِّلهم لتبوُّؤ مناصب قيادية مؤثرة وملهمة. ولم يكن لدولة الإمارات وقيادتنا الرشيدة أن تغدق كل هذا القدر من الاهتمام على الاستثمار في الشباب لولا ثقتها المطلقة بأنهم خير حاملين لهذه الأمانة الوطنية العظيمة، وذلك استناداً إلى المواقف المشرِّفة التي يسطِّرها شباب الإمارات في خدمة الوطن والذَّود عن عزته وكرامته، والتفافهم بكل حب وإخلاص حول القيادة الرشيدة وقراراتها السديدة، ناهيك بالإنجازات الابتكارية المبدعة التي يواصلون تحقيقها في مختلف الميادين والمواقع، والدور المهم الذي يقومون به في تعزيز صورة الإمارات المشرقة في مختلف المنابر الإقليمية والدولية. لذلك فإن قيادتنا الرشيدة تستثمر كل مناسبة تجمعها بشباب الوطن للإشادة بدورهم البارز في دفع عجلة التنمية، وتشجيعهم وتحفيزهم على مواصلة البذل والعطاء، في سبيل مواصلة الارتقاء بالإمارات في سماوات التطور والريادة. وضمن هذا الإطار جاء تأكيد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، مؤخراً، أن شباب الإمارات قادر على صنع الإنجازات والتميُّز في مختلف المجالات، وذلك بفضل الدعم اللا محدود من قيادة دولة الإمارات، مشيراً سموه إلى أن عمر الدول يقاس بقدرة شبابها على صناعة المستقبل، وتحقيق الريادة في مختلف المجالات، معبِّراً سموه كذلك عن تقديره لما حققته الكوادر الشابة في حكومة دبي من إنجازات ومبادرات مهمَّة، حرصوا من خلالها على تقديم خدمات تخدم المجتمع، وتحقق السعادة للناس. وقد أكد سموه ثقته بأن الدورات المقبلة لجائزة «حمدان بن محمد للحكومة الذكية» ستشهد مزيداً من الإنجازات والريادة، معرباً سموه عن أمنياته بالتوفيق للفائزين في هذه الدورة من الجائزة، معتبراً جميع المتقدِّمين إليها فائزين، وأن الكل يعمل لهدف واحد هو رفعة مكانة الإمارات في شتَّى ميادين العمل والإنجاز. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية