قبل أن يحكم الرئيس ترامب راودت الناس شكوك كثيرة حول خطاباته أثناء فترة الانتخابات، وكان جل المحليين يَرَوْن أنها مجرد دعاية انتخابية سرعان ما ستتلاشى، بيد أن الرئيس الأميركي الجديد بدأ من أول يوم في تنفيذ ما أعلن عنه خلال حملاته الانتخابية، لعل أهم قرار تناوله العالم بالانتقاد كان قرار حظر سفر مواطني بعض الدول المسلمة إلى الولايات المتحدة الأميركية، فكانت ردود العالم شاجبة لهذا القرار، ففي ألمانيا ميركل ترفض حظر الحكومة الأميركية لسفر مسلمين إليها، وفي تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريس»، من نيويورك طالب خلالها برفع حظر السفر إلى أميركا في أسرع وقت، وقال: «وقرار الحظر لن يحمي أميركا من الإرهاب». أما داخل الولايات المتحدة، فقد تعالت الأصوات الرافضة لهذا القرار؛ فهيلاري كلينتون تتضامن مع المحتجين ضد قرار ترامب بحظر دخول لاجئين إلى أميركا، ونحو 900 موظف في الخارجية الأميركية يوقعون مذكرة تنتقد قرار «ترامب» بشأن الهجرة. وفي بوسطن، حكمت المحكمة الفيدرالية بمنع توقيف أي مسافر من قبل سلطات المطارات الأميركية وفق الأمر التنفيذي لترامب. أما نتائج استطلاعات الرأي، فقد جاءت صادمة لمعارضي هذا القرار، فمثلاً، أظهر استطلاع (رويترز/إبسوس) أن 49 بالمئة من الأميركيين يؤيدون الحظر، بينما يعارضه 41 بالمئة. وقال 53 بالمئة من «الديمقراطيين» إنهم يعارضونه «بشدة»، بينما قال 51 بالمئة من «الجمهوريين» إنهم يؤيدونه بشدة. والمتخوفون من هذا القرار لهم أكثر من وجهة نظر أشهرها مرتبطة بحقوق الإنسان، لكن حتى أهل الاقتصاد باتوا في ريب من تأثير القرار فيهم، فقد نشر موقع مجلة Fortune تقريراً حول تداعيات قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن حظر مواطني بعض الدول وتوجهاته الحمائية على شركات «وادي السليكون»، حيث تراجعت القيمة السوقية لأكبر خمس شركات تكنولوجية (آبل، مايكروسوفت، أمازون، فيسبوك، جوجل)، مدرجة على مؤشر «ستاندرد أند بورز» بحوالي 32 مليار دولار في تداولات الأسبوع الماضي، فقد سادت مخاوف لدى المستثمرين إزاء سياسات «ترامب» في ملف الهجرة التي ستؤدي بدورها إلى خفض العمالة الماهرة في القطاع التكنولوجي. الرئيس ترامب في خطابه أثناء حفل الإفطار الديني الوطني السنوي في واشنطن أكد أن حربه لحماية الدين وحرية الإنسان فقد قال: (الولايات المتحدة تأسست على أساس الحرية، وحرية الأديان أصبحت مهددة وسأدمر كل ما يهددها، العالم يواجه متاعب ورأينا عنفاً باسم الدين لم نشهده من قبل، ورأينا مسلمين يتعرضون لأفعال وحشية على يد داعش، سنفعل كل ما بوسعنا لحماية الحريات الدينية، وسنعد نظاماً يمنع دخول المتطرفين إلى أميركا).، كما أن موقفه من إيران نال تأييداً واضحاً في منطقتنا، فلأول مرة تحول دولة عظمى بين إيران وأطماعها التوسعية. ففي تويتر، غرّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلاً: «استحواذ إيران على العراق كان واضحاً منذ فترة طويلة وبصورة متصاعدة، على الرغم من أن الولايات المتحدة أنفقت 3 تريليونات دولار على العراق»، وأضاف تغريدة أخرى، بأنه تم تحذير إيران رسمياً بعد إطلاقها الصاروخ الباليستي، وعليها أن تكون ممتنة للاتفاق المريع الذي وقعته الولايات المتحدة معها، وأضاف: «إيران كانت على وشك الانهيار قبل أن تزودها الولايات المتحدة بفرصة جديدة للحياة بـ150 مليار دولار». أما أقوى تغريدة، فقد كانت «إن إيران تلعب بالنار، ولا تقدر كم كان أوباما لطيفاً معها، وأنا لست كذلك». من يقرأ ما سبق، يعرف أن أميركا في عهد «الجمهوريين» لها سياسة مختلفة تماماً عن أميركا تحت قيادة «الديمقراطيين»، لكنها ستبقى القوة الأكثر تأثيراً في العالم.