هل تعاني بلادك من عدم مساواة بشكل ساحق؟ هل تعتقد أن هذا يعود إلى فساد الحكومة؟ تهانينا! من المرجح أن يتم انتخابك زعيماً شعبوياً. هذا، على الأقل، هو ما تفعله معظم الدول، حسب ما جاء في تقرير مؤشر مدركات الفساد لعام 2016، الصادر عن منظمة «الشفافية الدولية». وهذا التقرير يقوم سنوياً بتصنيف الدول في جميع أنحاء العالم على أساس مستويات الفساد (أن تكون في مركز متدنٍّ من القائمة يعني ارتفاع مستويات الفساد). ويولي تقرير 2016 اهتماماً خاصاً للارتفاع العالمي للشعبوية في الغرب. ويقول إن السبب في تفاقم هذه الشعبوية يعود إلى زيادة معدلات عدم المساواة، الأمر الذي يستغله بعض السياسيين. وبالتركيز على الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحديداً، تلاحظ منظمة «الشفافية الدولية» أنه في حين أن الارتفاع في عدد القادة الشعبويين والحركات الشعبوية يعد في جزء منه رداً على الفساد، فإنه من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم الفساد على نطاق واسع مع تسرب الفساد إلى المؤسسات الديمقراطية. من جانبها، قالت «منظمة ترامب» يوم الثلاثاء، إنها كانت تأمل أن تتوسع في إنشاء الفنادق في جميع أنحاء البلاد، بعد أن تولى صاحب سلسلة الفنادق منصبه. والآن، بعد أن أصبح رئيساً للبلاد، يقال إن «نادي ترامب للجولف» في فلوريدا قد ضاعف من قيمة اشتراكه إلى 200 ألف دولار. وعليه، في حين أن ترامب، الذي أدار حملة تشير إلى منافِسته باعتبارها «منحرفة»، كان محقاً في الإشارة إلى أن هناك صلة بين المؤسسات الفاسدة وعدم المساواة الاجتماعية، فإن الرد يكون بعدم انتخاب قائد شعبوي. «إن السجل السابق من القادة الشعبويين في معالجة هذه المشكلة هو سجل كئيب»، كما كتب «فين هينريتش» مدير الأبحاث في منظمة «الشفافية». واستطرد: «إنهم يستغلون رسالة الفساد -وعدم المساواة لحشد الدعم، ولكن لا تكون لديهم أي نية لمعالجة المشكلة بشكل جاد». وبعض السياسيين الذين يترشحون اعتماداً على برامج انتخابية لمكافحة الفساد غالباً ما يحرّضون على الفساد عند الفوز، وهنا المفارقة! روبي ميلي محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»