يواجه سكان الهند مخاطر صحية بسبب تلوث الهواء أشد من تلك التي يواجهها سكان الصين، حسبما أكدت دراسة حديثة. ودرس علماء وأطباء من «معهد التأثيرات الصحية» في بوسطن بيانات الأقمار الصناعية ومعدلات تلوث الهواء من 1990 إلى 2015 في دول حول العالم، وتوصلوا إلى أن مستويات تلوث الهواء قد ارتفعت بصورة مأساوية في شمال الهند وبنجلاديش منذ عام 2010. وكشف تقرير «حالة الهواء العالمي لعام 2017»، الذي أصدره المعهد أمس الأول، أنه منذ عام 1990 ارتفع عدد الوفيات ذات الصلة بالأوزون إلى مستويات تدعو للحذر في الهند، بنسبة بلغت 150%، بينما لا تزال المعدلات في الصين وبعض دول أوروبا وروسيا مستقرة. وتتجاوز الهند الصين بالنسبة لكل فرد من السكان، بـ14.7 حالة وفاة بسبب الأوزون لكل 100 ألف نسمة، مقارنة بـ5.9 حالة في الصين. وإلى ذلك، تعزو الوفيات في الهند إلى اقتراب مستوى انتشار الجسيمات الدقيقية في الهواء من نظيره في الصين في 2015، وتجاوزه على الأرجح الآن، بحسب «دان جرينباوم»، رئيس «معهد التأثيرات الصحية». وأسهمت زيادة استخدام السيارات والانبعاثات من محطات طاقة تعمل بالفحم، ومنشآت صناعية أخرى، وإشعال النيران باستخدام الخشب والمخلفات في زيادة المشكلة. وأكد «جرينباوم» أن الهند بها الآن مستويات من تلوث الهواء أعلى من الصين، وتجاوزتها من حيث خطورة التلوث على الصحة. وتظهر الدراسة أنه في عام 2015، أسهم التعرض لفترة طويلة إلى الجسيمات الدقيقة في الهواء، والتي يمكنها أن تخترق الرئتين وتؤدي إلى أمراض القلب وغيرها، في وفاة 4.2 مليون شخص في أنحاء العالم. وكان نصيب الصين والهند معاً زهاء 52% من هذا العدد. وبحسب «جرينباوم»، تتدهور التأثيرات الصحية في الهند بسبب زيادة معدلات تلوث الهواء، في حين تشهد البيانات الصينية استقراراً بعد حملة قوية لتقليص الانبعاثات من محطات الطاقة العاملة بالفحم، والجهود الأخرى لتقليل التلوث. آني جوين: مديرة مكتب «واشنطن بوست» في الهند يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»