بين تضارب الأولويات في سوريا.. وتحدي اليمين المتطرف في فرنسا حرييت دايلي نيوز ضمن عموده بعدد أمس من صحيفة «حرييت دايلي نيوز» التركية، كتب المحلل السياسي التركي مصطفى عايدن حول ما وصفه بحالة الغموض وعدم اليقين التي تلف الأوضاع على الجبهتين السورية والعراقية حالياً. ففي العراق، يقول عايدن، بدأت قبل أيام المرحلة الثانية من معركة الموصل التي تستهدف تحرير الجزء الغربي من المدينة. ولكنها مهمة في غاية الصعوبة، كما يقول، لأنها تتميز بكثافة سكانية كبيرة وشوارع ضيقة وملتوية. وإضافة إلى ذلك، فإن تقديرات وكالات الأمم المتحدة تشير إلى أن ثمة ما بين 650 ألفاً و800 ألف مدني عالقون في المدينة، ولا يملكون سوى كميات قليلة من الطعام والماء. كما أن أربعة من الجسور الخمسة التي تمر فوق نهر دجلة دُمرت. ومقاتلو «داعش» يستعملون المدنيين كدروع بشرية، ويقاتلون منتهجين أسلوب الاختباء والتسلل عبر شبكة كبيرة من الأنفاق التي حفرت خلال السنوات الثلاث الماضية. أما على الجبهة السورية، فإن القتال يتواصل ضد «داعش» من قبل «الجيش السوري الحر» المدعوم من قبل تركيا، وكذلك من جانب قوات النظام، في وقت تُستأنف فيه مفاوضات السلام في جنيف -التي بدأت يوم أمس الخميس. غير أنه إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي رعته روسيا وتركيا وإيران أواخر ديسمبر 2016 بين فصائل مختلفة من المعارضة والجيش السوري، ما زال قائماً بشكل عام، يقول الكاتب، فإنه لا أحد يتوقع تحقيق اختراق في جنيف طالما أن «داعش» يسيطر على قطاعات واسعة من البلاد. ويرى عايدن أن تضارب أولويات اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين المعنيين بالمأزق السوري تزيد من صعوبة أي تسوية ممكنة. وفضلًا عن ذلك، فإن حالة عدم اليقين بشأن إدارة دونالد ترامب، التي طلبت من البنتاجون صياغة استراتيجية جديدة في غضون 30 يوماً، يضعف أيضاً جهود اللاعبين الآخرين. وحتى الآن، يتابع الكاتب، فإن تصريحات عدد من المسؤولين الأميركيين تؤشر على أعمال بديلة أوسع من قبيل: إرسال جنود إضافيين إلى المنطقة، وإنشاء منطقة آمنة داخل سوريا، ودعم المجموعات الكردية من أجل تحرير الرقة، وتعزيز جهود وقف إطلاق النار الروسي- التركي- الإيراني المشترك. ويذهب الكاتب في ختام عموده إلى أنه إضافة إلى التعقيدات المحلية والإقليمية العديدة، فإن حالة الانتظار والترقب الحالية التي يوجد عليها معظم اللاعبين هي نتيجة لحالة عدم اليقين المحيطة بموقف الولايات المتحدة ونواياها. غير أنه حالما يتم تحديد الموقف، فـ«إننا سنرى حركة من جديد». تشاينا دايلي صحيفة «تشاينا دايلي» الصينية خصصت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء لتقييم الشهر الأول للرئيس الأميركي دونالد ترامب في الحكم، شهر تقول إن إدارته واجهت فيه مشاكل بالجملة، من الأمر التنفيذي الذي يحظر دخول مواطني سبعة بلدان إلى الولايات المتحدة، واضطرار مستشاره للأمن لقومي للاستقالة، إلى انسحاب مرشحه لمنصب وزير العمل، واستمرار شغور عدد كبير من المناصب المهمة. هذا إضافة إلى الحرب الكلامية المستمرة مع الصحافة ووسائل الإعلام. غير أنها ترى أن ثمة شيئاً واحداً على الأقل يحسب له: ذلك أنه على رغم كل الارتباك والتناقض المسجلين على الجبهة الداخلية، تقول الصحيفة، فإن إدارة ترامب لم ترتكب، حتى الآن على الأقل، أياً من أخطاء السياسة الخارجية التي وعدت بها حملته. وهذا في حد ذاته يُعتبر إنجازاً مهماً، كما تقول، بالنظر إلى خطورة خطاب حملته الانتخابية وحقيقة أنه سعى إلى إنجاز وعود مثيرة للجدل بخصوص بعض الملفات الداخلية. وفي ما يتعلق بالعلاقات الصينية الأميركية بشكل خاص، تقول الصحيفة إن مواقف إدارة ترامب اللاحقة تستحق الإشادة، بالنظر إلى أن حالة عدم اليقين التي أحاطت بهذه العلاقة الثنائية المهمة بعد انتخاب ترامب، قبل توليه الرئاسة، كانت قد أثارت تخوفات دبلوماسية بسبب المكالمة الهاتفية التي أجراها مع زعيمة تايوان، والتهديد بالقطع مع سياسة «صين واحدة» التي انتهجتها الإدارات الأميركية المتعاقبة خلال العقود الأخيرة. وتقول الصحيفة إن التفاعل الدبلوماسي بين بكين والإدارة الجديدة في واشنطن أثبت أنه مهم من أجل تيسير التفاهم المتبادل، مضيفة أن كلا الجانبين خرجا من الأسابيع الأولى، على ما يبدو، أكثر وعياً ببواعث قلق الطرف الآخر، وأن تطميناتهما لبعضهما بعضاً على التزامهما بانخراط بنّاء يمثل مكسباً ثميناً في حد ذاته. وفي ختام افتتاحيتها، اعترفت الصحيفة بأنه سيكون من الصعب بالنسبة لبكين وواشنطن أن تكونا حليفتين بالنظر إلى تباعد واختلاف أجندتيهما ونظرتيهما للعالم، ولكنها لفتت إلى أن الشهر الأول من رئاسة ترامب يُظهر أنهما إذا كان متعذراً على البلدين أن يكونا حليفين، فإنهما ليسا مضطرين ليكونا عدوين أيضاً. جابان تايمز صحيفة «جابان تايمز» اليابانية أفردت افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء لدراما سباق الانتخابات الرئاسية الفرنسية. إذ في أبريل المقبل، ستجرى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وهناك مخاوف من أن تفضي إلى زلزال لا يختلف عما أسفرت عنه الانتخابات الرئاسية الأخيرة في أميركا أو استفتاء «البريكسيت» في بريطانيا. ذلك أنه وسط حالة عدم اليقين التي تجتاح المشهد السياسي عبر أوروبا، يبدو أن مرشحة حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف مارين لوبن باتت لديها فرص أفضل من أي وقت مضى، وإنْ كانت تواجه منافسة قوية من قبل منافس آخر لنظام السياسي القائم هو إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد السابق تحت الرئيس الاشتراكي فرانسوا أولاند، الذي يترشح لهذه الانتخابات كمستقل. أما مرشح يمين الوسط رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون، الذي كان الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات، فما زالت تلاحقه فضيحة تلقي زوجته راتباً من المال العام عن وظيفة وهمية. وقد تضرر منها كثيراً، حيث تراجعت فرصه في الفوز، حسب استطلاعات الرأي. أما المستفيد الأكبر من سقوط فيون، فهو ماكرون، السياسي الشاب الذي يركب موجة الغضب والاستياء الشعبي نفسها التي أوصلت دونالد ترامب في أميركا إلى الرئاسة عبر ترؤس حركة «إلى الأمام!». غير أن ماكرون ليس المرشح الذي يتصدر نتائج استطلاعات الرأي حالياً، وإنما مارين لوبن. ولكن المشكلة بالنسبة لها ولأنصارها هي أن فرنسا تعتمد عملية انتخابية من جولتين: حيث يتقابل المرشحان اللذان يتصدران نتائج جولة الاقتراع الأولى في جولة الإعادة في مايو، وكل استطلاعات الرأي تشير إلى أنها ستخسر فيها بهامش مهم، بغض النظر عمن سيكون منافسها في جولة الإعادة. إعداد: محمد وقيف