لم تمض فترة ولاية «ماريسا ماير» كرئيسة تنفيذية لشركة «ياهو» على ما يُرام، إذ تضاءلت إيرادات الإعلانات، وأخفقت في إنجاز عمليات استحواذ مهمة، وتمت قرصنة البيانات الشخصية لمستخدمي البريد الإلكتروني مرتين. والآن، تتجه شركة «فيرزون» للاتصالات الأميركية، إلى الاستحواذ على «ياهو» مقابل جزء من قيمتها قبل عقد مضى. وفي غضون أشهر قليلة، تواجه «ماير» عقوبتها، على النحو الذي تمليه السوق، والتي تتمثل: في التنحي مع 186 مليون دولار. وتشير تقارير «نيويورك تايمز» إلى أن صافي ما تقاضته «ماير» أثناء عملها في «ياهو» بلغ ما يربو على 200 مليون دولار. وتقول «الحكمة شبه المعروفة»: «تنبغي إدارة الحكومة كشركة»، وربما كان الشرط التعاقدي في عقد «ماير»، الذي يقضي بدفع رب العمل تعويضاً مادياً كبير في حالة إنهاء خدمته، أفضل دليل خلال الشهر الجاري على أن هذه «الحكمة المفترضة» ليست منطقية بشكل كبير. غير أن هناك دليلاً آخر موجود الآن في البيت الأبيض، فمع مرور مئة يوم على رئاسة ترامب، اتضحت النتائج المباشرة لإدارة الحكومة كشركة، ولا تبدو هذه النتائج مبشرة. ومنذ الأيام الأولى في إدارة ترامب، كان هناك رأي مستمر، ألا وهو أن الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة تدفعه البديهة والتفكير على المدى القصير. وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» يوم الخميس الماضي: «يبدو الرئيس في كثير من الأحيان مهتماً بالإنجازات قصيرة الأمد، وعناوين الأخبار الإيجابية، بدرجة أكبر من الأهداف السياسية طويلة الأمد». ويفسر ذلك السبب في أن ترامب كان عنيداً بشأن أوامره التنفيذية، إذ لم يكن يتعين عليه التنسيق مع أي شخص، بينما اتسم بالمرونة بشأن المفاوضات كافة، الدبلوماسية والتشريعية الأخرى. وخلال الشهر الجاري فقط، استجاب لـ «الديمقراطيين» بشأن الرعاية الصحية، وللصين بشأن التلاعب بالعملة، ولكندا والمكسيك بشأن اتفاقية التجارة الحرة في أميركا الشمالية (نافتا). ولم يكن المهم بالنسبة له نتيجة سياساته على المدى البعيد، وإنما الانطباع بتحقيق نجاح قريب الأمد. جيمس داوني: كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»