لا يختلف اثنان في مدى حرص وإصرار قيادتنا الرشيدة، ممثلةً في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- على ترسيخ السعادة والإيجابية بوصفهما نهجاً إماراتياً ثابتاً وأسلوب حياة يومياً يتبناه المجتمع الإماراتي بمختلف مكوناته. ففي ظل الرؤى الحكيمة والتوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة، والرعاية الاستثنائية التي توليها لأبناء الوطن وبناته كافة، يمضي شعب الإمارات بطموح متقد نحو تصدُّر مؤشر السعادة عالمياً، بعدما تصدره عربياً وإقليمياً، ليصبح أسعد شعوب المعمورة على الإطلاق. كما باتت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً عالمياً يحتذى به في تبنِّي ونشر ثقافة السعادة والإيجابية داخلياً وخارجياً. فعلى الصعيد الداخلي تملك دولة الإمارات تجربة متفرِّدة في تكريس السعادة ثقافةً مستدامة، وتعزيز قيم الإيجابية في المجتمع من خلال ما اتخذته وتواصل اتخاذه من خطوات رائدة على مستوى العالم في هذا المجال، لعل أبرزها تخصيص وزارة للسعادة، وإطلاق البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية. وعلى المستوى الخارجي تبرز الدولة بدورها الرائد في مجال العمل الإنساني والتنموي بما تمده من أيادي الخير إلى كل من يحتاج إليها وبما ينشر السعادة، ويحيي الأمل في أفئدة الملايين حول العالم. ولأن العطاء هو من أسمى القيم وأكثر الممارسات الإنسانية التي تحقق السعادة، وتبعث الإيجابية في النفوس، فإن المشهد الإماراتي الذي يحتفي منذ بداية العام الجاري بـ«عام الخير» الذي أطلقه صاحب السمو رئيس الدولة -حفظه الله- بمبادرة كريمة من سموه، لا يكتفي بما يزخر به من مبادرات الخير والعطاء فقط، بل إنه يفخر بأن الارتقاء بالعمل الإنساني والتنموي كماً ونوعاً، والإبداع في ترسيخ ثقافة العطاء عبر مبادرات خلاقة ومبتكرة في هذا الميدان، باتا صناعة إماراتية بامتياز. وضمن هذا الإطار، واستجابةً لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي -رعاه الله- إلى جعل شهر رمضان المبارك مختلفاً وحافلاً يمثل انطلاقة كبيرة لأعمال عظيمة لخدمة الإنسان، التي أطلقها سموه يوم الخميس الماضي (25 مايو 2017)، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وانسجاماً مع أهداف «عام الخير»، أطلق «البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية»، مؤخراً، حملة «اصنع مستقبلاً» التي تستهدف تحسين حياة الأطفال الذين يمثلون جيل المستقبل حول العالم، وتندرج ضمن مبادرة «العطاء سعادة»، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ودائرة التنمية الاقتصادية بدبي، ودائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، إضافة إلى مجموعة «اتصالات»، وشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو». هذه الحملة الجديدة، التي تعكس مرة أخرى الحرص العظيم الذي تبديه دولة الإمارات على تبني ودعم كل ما من شأنه أن يساهم في الارتقاء بحياة البشرية جمعاء، ولاسيما فئة الأطفال التي تحظى باهتمام استثنائي من قيادتنا الرشيدة التي لها من المساهمات والمبادرات والخطوات الجليلة ما لا يُعَدُّ ولا يُحصَى في سبيل خدمة الطفولة، وتحسين حياة الأطفال أينما وجدوا من دون تمييز على أساس دين أو عرق أو لون، إيماناً منها بحق هؤلاء في العيش الكريم والتعليم والرعاية الصحية وسواها من الحقوق، وإدراكاً منها لأهمية الدور الذي سيقوم به أطفال اليوم في صياغة عالم الغد. ولا شك في أن هذه الحملة تسهم في تعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص بما يصب في خدمة المجتمع، إضافة إلى دورها في تعزيز المسؤولية الاجتماعية وتعميق قيم التراحم في المجتمع. وفي هذا السياق جاء تأكيد معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة الدولة للسعادة، أن إطلاق هذه الحملة يهدف إلى دعم الجهود الخيِّرة لدولة الإمارات، وتوظيف الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في صنع فارق في حياة الناس، بما يحقق توجهات الدولة، ويعزز مبادراتها في عام الخير، وخصوصاً دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى صناعة العطاء، موضِّحةً معاليها أن المبادرة تنطلق من رؤية سموه لمفهوم الخير والعطاء، حيث قال سموه: «في شهر الخير في إمارات الخير نأمل أن يكون كل فرد في الإمارات طرفاً في صناعة العطاء أو تلقيه». *عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.