لن نبالغ إذا قلنا إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من أكثر دول العالم طموحاً، وربما أكثرها على الإطلاق. فالطموح المتّقد بلا حدود هو سمة باتت تواكب اسم دولة الإمارات في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، كيف لا؟ وإن كانت هذه الدولة الفتية التي قدمت للعالم تجربة وحدوية نهضوية باهرة، تتجه الآن وبخطوات ثابتة ومدروسة نحو تتويجها لأن تكون أفضل دولة في العالم في الذكرى المئوية لإعلان قيام الاتحاد في عام 2071. وللباحث عن أساس هذا الطموح الذي قلّ نظيره أن يستشف بسرعة وجلاء أن السرّ يكمن في القيادة الاستثنائية في دولة الإمارات التي خطّ جيلها المؤسس الملامح الأولى لمسيرة التنمية الإماراتية المتفردة، والتي تواصل اليوم، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تأكيد الحقيقة الراسخة بأنها تبذل من الجهود أعظمها لترتقي بالوطن والمواطن في مختلف ميادين العمل والابتكار والإيجابية والسعادة. وهي قيادة لا تكتفي بقطف ثمار رؤاها السديدة حاضراً إماراتياً لامعاً وحسب، بل إنها تمتلك من حب الوطن والإخلاص لشعبه ما يدفعها للتفكير والتخطيط لمستقبل هذا الشعب عبر أجياله المتلاحقة، واضعة نصب عينيها أن يكون هذا الشعب على الدوام في مقدمة شعوب المعمورة ريادةً وسعادة. ولا شك في أن هذه المخططات والاستراتيجيات ليست مجرد أقوال أو أفكار تخط على الورق، بل هي أفعال شامخة تجسدها القيادة الرشيدة على الأرض وهي تواصل الليل بالنهار لدفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها الدولة. فها هي دولة الإمارات وهي تقترب من تحقيق «رؤية الإمارات 2021» الرامية إلى تتويجها واحدة من أفضل دول العالم بعد أربع سنوات من الآن، بدأت بالفعل خطواتها العملية نحو تجسيد «مئوية الإمارات 2071» التي تهدف لوضع الإمارات في صدارة أفضل دول العالم بحلول ذاك التاريخ، والتي كان قد أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، استناداً إلى المحاضرة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، التي وجهها سموّه إلى أجيال المستقبل في مارس الماضي. فترجمةً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بالاستمرار في ترسيخ التنسيق الاتحادي والمحلي على المستويات كافة لتسريع العجلة التنموية في جميع القطاعات، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالعمل كفريق وطني واحد لتطوير العمل الحكومي وللبدء في وضع التصور التنموي للدولة خلال الخمسين عاماً المقبلة، اعتمد مجلس الوزراء مؤخراً، عقد تجمع وطني سنوي تحت مسمى «الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات» برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وذلك في مشروع وطني جديد بحضور الحكومات المحلية كافة، ممثلة بمجالسها التنفيذية، وبمباركة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. ولا شكّ في أن هذه الخطوة الجديدة التي تمثل مشروعاً وطنياً مبتكراً وبالغ الأهمية هي تأكيد آخر على أن استشراف المستقبل هو أحد الأبعاد الرئيسية في المسيرة التنموية الإماراتية. كما أنه انعكاس جديد لعزم قيادتنا الرشيدة على المضي بـ«البيت الإماراتي المتوحد» نحو المزيد من اللحمة والتنسيق بين جميع أركانه بما يصب في خدمة الوطن والمواطن، حيث تهدف الاجتماعات السنوية للحكومة لتوحيد العمل الحكومي كمنظومة واحدة على المستوى الاتحادي والمحلي، ومناقشة مختلف المواضيع التنموية بشكل سنوي، وعلى المستويات الحكومية كافة، وبحضور جميع متخذي القرار، وإشراك كل القطاعات الوطنية في وضع التصور التنموي للدولة. كما ستشكل الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات فرصة ثمينة للتأكد من سير النهج التنموي في الدولة على النحو الأمثل وتخطي أي عوائق تنفيذية، وهو ما أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر «تويتر»، حيث أكد أن «الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات ستشكل فرصة سنوية لمعالجة جميع المواضيع التنموية الوطنية على المستويات التنفيذية». عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية