إن الهروب من لندن يتزايد بمعدل أسرع. فقد أفادت أنباء أن بنكين يابانيين، هما بنك «نومورا» وبنك «دايوا» ينقلان مقرهما من لندن إلى فرانكفورت، فيما تجري بريطانيا حالياً مباحثات تتعلق بخروجها من الاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا بعد إعلانات مماثلة من بنوك استثمارية أخرى كبرى تعمل في العاصمة المالية للعالم، ناهيك عن تحذير العديد من البنوك الأخرى التي لا تزال في لندن من إمكانية حدوث ذلك إذا ما آثرت بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي فيما يعرف بـ«بريكست». ويضاف كل هذا إلى الأخبار الرهيبة بالنسبة لدولة يشكل فيها القطاع المصرفي والمالي 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. بنك «دايوا» أشار في بيان له أن «هذا الترتيب سيضمن أن البنك يمكن أن يستمر في خدمة عملائه في الاتحاد الأوروبي بعد مغادرة المملكة المتحدة». وهذان ليسا البنكين الوحيدين، فقد فضلت بنوك أخرى، مثل البنوك اليابانية، الانتقال إلى فرانكفورت لتتخذ منها مقراً جديداً. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال «ريتشارد جنود»، الرئيس الأوروبي لشركة جولدمان ساكس، إن شركته «من المحتمل جداً» أن تضاعف أرقامها في فرانكفورت عندما تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي. وذكرت تقارير أن شركة «مورجان ستانلي» تخطط أيضاً لنقل بعض الموظفين إلى فرانكفورت، وكذلك إلى دبلن، وأمستردام وربما مدن أخرى في الاتحاد الأوروبي. وحسب مجموعة فرانكفورت المالية «ماين» أن ما يقرب من 20 بنكاً من الممكن أن تنقل عملياتها إلى المدينة الألمانية الغربية. وفي المجموع، وفقاً لما نشرته كلية لندن للاقتصاد، فإن ما يقرب من 20 ألف فرصة عمل قد تم تحديدها بالفعل لمغادرة المدينة. وربما تتسارع وتيرة هذا الوضع فيما يبدو أن آمال بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي بـ«طريقة ناعمة» تصطدم بالواقع في بروكسل، حيث بدأت المحادثات هذا الأسبوع بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن جانبه، اعترف "ديفيد ديفيس»، الوزير البريطاني المكلف بإجراء مباحثات بريكست، من البداية بأن محادثات التجارة يمكن فقط أن تبدأ بمجرد خروج الدولة من أوروبا، على العكس تماماً من خطة لندن الأولية. ديفيد فرانسيس *كاتب أميركي متخصص في الشؤون الاقتصادية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»