على غير العادة يأتي اجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول ''أوبك'' وسط هدوء غير معتاد قبل بدء اجتماعاتها، فالأسواق مؤهلة حاليا لاستقبال البيان الختامي للاجتماع والذي سيكون ـ كما أعلن غالبية وزراء نفط أوبك ـ ''الإبقاء على سقف الإنتاج الحالي'' حتى نهاية الربع الأول من العام الجاري.
والسؤال الذي يفرض نفسه قبل اجتماع ''اوبك'' هو: لماذا كل هذا التباين الكبير في الأسعار على مدار اليوم الواحد؟!
بخلاف الأسباب الفنية التي تؤدي إلى ارتفاع أو هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية، هناك مجموعة من الأسباب الأساسية، نشير إلى عنصرين مهمين منها، الأول الطقس البارد والمتقلب دائما خاصة في الولايات المتحدة الأميركية وهو ما رفع أسعار النفط إلى مستويات اقتربت من 50 دولارا تقريبا خلال معاملات منتصف الأسبوع، و الثاني الانتخابات العراقية، وما تثيره من مخاوف حول ما يمكن أن ينجم عنها من اضطرابات أمنية، أهمها بالنسبة للأسواق النفطية تزايد تفجيرات المنشآت النفطية، وما يترتب على ذلك من توقف لخطوط الإنتاج المغذي الرئيسي حاليا للولايات المتحدة الأميركية·
ورغم تلك الأسباب، نجد أن أسواق النفط مشبعة حاليا بما يفوق الطلب العالمي بنحو مليون برميل يوميا وفقا لآخر التقديرات المعلنة من قبل العديد من الجهات المعنية، وكذلك فالأسعار تدور وفق الآلية الجديدة غير المعلنة بحيث لم يتجاوز متوسط سعر البرميل الـ 04 دولارا، وهو ما تسعى إليه المنظمة·· كل ذلك يدفعنا إلى طرح سؤال مهم ''هل فعلا ستثبت أوبك إنتاجها خلال الاجتماع المقبل؟''·
التصريحات التي أعلنها الوزراء مؤخرا تؤكد تلك الفرضية، لكن المعطيات تنذر باتخاذ إجراءات مختلفة، حيث إن الأحداث الحالية تكاد تكون متشابهة مع اجتماعات المنظمة مطلع العام الماضي، وموجة تصريحات الوزراء هي نفسها، إلى حد استوعبته الأسواق وبدأت تعمل على أساس تثبيت الإنتاج، إلا أن البيان الختامي جاء على عكس كافة التوقعات والتأكيدات أيضا، حيث خرج وزير النفط السعودي ليعلن خفض الإنتاج، وهو ما مثل مفاجأة للسوق وارتفعت الأسعار حينها بنسبة عالية، سرعان ما تراجعت خلال أيام وفق ما أكده أيضا الوزير السعودي الذي تنبأ بتراجع الأسعار، خاصة وأن السوق به ما يكفيه من النفط رغم خفض الإنتاج·· فهل يتكرر سيناريو يناير 4002 في اجتماع الغد، وتدخل أوبك نفسها في صراع جديد مع الدول المستهلكة بقيادة الولايات المتحدة لرفع الإنتاج؟·· أم سيكون قرار أوبك كما وعد به الوزراء؟·· ساعات قليلة وتكشف أوبك عن نيتها تجاه الإنتاج، بل وسياستها خلال العام الجاري·