أصداء استفتاء كردستان العراق.. و«حظر السفر الجديد» بلا مبررات «نيويورك تايمز» في تقريره المنشور بـ «نيويورك تايمز» يوم أمس، وتحت عنوان «أكراد العراق يصوتون من أجل الاستقلال ويغضبون جيرانهم وأيضاً الولايات المتحدة». أشار «دافيد زوشينو» إلى أن أكراد العراق ابتهجوا بعملية التصويت على الاستفتاء الخاص باستقلال إقليمهم عن السلطة المركزية في بغداد، أطلقوا الألعاب النارية واحتفلوا طوال الليل رافعين أعلام كردستان، بينما جيرانهم يجرون مناورات حربية على الحدود، وكأنهم يهدرون ويهددون بإمكانية القيام بعمل عسكري في حال نجح الاستفتاء. ويتوقع الكاتب أن يفضل غالبية الأكراد استقلال إقليمهم، الذي يتمتع الآن بحكم شبه ذاتي في شمال العراق. لكن هذا الاحتفال ربما تكون كلفته السياسية عالية على الأكراد. الخطوة الكردية وصفها الكاتب بالاستفزازية بالنسبة لتركيا وإيران والعراق، ومن المحتمل أن تكون ردود أفعال الدول الثلاث، خلال الفترة المقبلة، سبباً في تعكير الأجواء بالمنطقة، وهو أمر كانت الولايات المتحدة تأمل في تجنبه خاصة وأنها ضغطت على أكراد العراق كي لا يقدموا على خطوة الاستفتاء. البيت الأبيض كان قد حذّر من أن الخطوة الكردية نحو الاستقلال ستؤجج صراعاً إثنياً قد يؤدي إلى تقسيم العراق وإلحاق الضرر بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي. وضمن هذا الإطار أدلت «سارة هوكابي ساندرز» المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، بتصريح مفاده أننا نأمل في عراق موحد لتدمير تنظيم «داعش» ووضع حد للنفوذ الإيراني. وحسب الكاتب، فإن التصويت في الاستفتاء وتّر العلاقات بين الولايات المتحدة وحكومة كردستان، خاصة أن واشنطن اعتمدت بكثافة على المقاتلين الأكراد في حربها على "داعش". كما أن الإقليم الذي يعد حبيساً معرض لتهديدات متنامية منها إمكانية تعرضه لعقوبات أو قيود على حدوده مع الدول المجاورة. تركيا وإيران لديهما مخاوف من أن الاستفتاء على استقلال كردستان سيؤدي إلى إثارة الاضطرابات بين الأقلية الكردية في البلدين، وأجرت أنقرة وطهران مناورات عسكرية على الحدود العراقية القريبة من إقليم كردستان، كما أعلن وزير الدفاع العراقي يوم الاثنين الماضي القيام بمناورات مشتركة مع تركيا. وحسب الكاتب، فإن مسؤولي الإقليم صرحوا بأن نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت 72% من أصل 3.9 مليون شخص لديهم الحق في التصويت، وسيتم عد أصوات المشاركين في 1700 لجنة انتخابية. لكن المسؤولين العراقيين في بغداد، وصفوا الاستفتاء بالخطوة غير الدستورية، وتعهدوا بتجاهل نتائجه، هم يخشون- حسب الكاتب- من أن استقلال كردستان يعني خسارة جزء تبلغ مساحته ثلث مساحة العراق ومركز مهم لإنتاج النفط. «واشنطن بوست» تحت عنوان "حظر جديد للسفر لا يزال يفتقر للمبررات"، نشرت "واشنطن بوست" أمس، افتتاحية استهلتها بالقول إنه قبل أربع ساعات في انتهاء مدة الحظر على سفر مواطني 6 دول إسلامية، أصدر البيت الأبيض، إعلاناً جديداً يحظر من خلاله دخول الولايات المتحدة على مواطنين محددين من كوريا الشمالية وفنزويلا وتشاد..وحسب الصحيفة، يعد هذا الإعلان المراجعة الثالثة لقرار حظر سفر مواطني بعض الدول إلى الولايات المتحدة، والذي كان يفسره البعض بحظر "سفر المسلمين"، الآن أصبح بعض المسيحيين مشمولين بقرار الحظر، وباتوا ممنوعين من دخول الولايات المتحدة. ومن بين الدول ذات الأغلبية المسلمة شمل الحظر إيران وليبيا وسوريا واليمن والصومال، لكن الحظر على مواطني هذه الدول بات محدوداً، كما تم رفع القيود على سفر المواطنين السودانيين. كما أن القادمين إلى الولايات المتحدة من العراق سيخضعون لإجراءات تدقيق إضافية عند سفرهم. الإعلان الأخير يتضمن معايير مختلفة لدول مختلفة، حيث تم حظر سفر السوريين والكوريين الشماليين تماماً، وتم فرض حظر على بعض المسؤولين الفنزويليين. الصحيفة ترى أن الإعلان يفتقر إلى المنطق، على سبيل المثال لا يوجد كوريون شماليون يسافرون إلى الولايات المتحدة أصلا، فما جدوى إدراجهم في قرار الحظر؟ وإذا كان الحظر الجديد يشمل منع سفر شخصيات معينة في الحكومة الفنزويلية كإجراء عقابي يأتي نتيجة لعدم تعاونهم مع السلطات الأميركية، فما علاقة ذلك بالأمن القومي، الذي يعد السبب الظاهري للحظر؟ ولماذا يتم إدراج تشاد في الحظر، علماً بأنها حليف مهم في الجهود المبذولة لمواجهة "بوكو حرام" التنظيم الإرهابي المتمركز في نيجيريا؟ ربما يكون السبب هو فشل الحكومة التشادية في تقديم وثائق للأميركيين، وإذا كان الهدف من الحظر مكافحة الإرهاب، فإن حظر السفر إلى الولايات المتحدة على مواطني تشاد سيضرب الشراكة الأميركية مع هذا البلد الأفريقي، وسيكون ضرره أكثر من نفعه. «بلتيمور صن» في افتتاحيتها المنشورة أمس، وتحت عنوان " التحدي الذي تواجهه ميركل"، استنتجت "بلتيمور صن" أن الفوز السهل الذي أحرزته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الانتخابات البرلمانية يوم الأحد الماضي، والذي يمكنها من قيادة البلاد لفترة رابعة، لا يعني أنها بصدد أربع سنوات سهلة، بل على العكس، يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد صعوداً لليمن المتطرف المعارض للسياسات الليبرالية والديمقراطية التي تنتهجها ميركل، ، وربما يهز هذا التيار المتطرف السياسات الألمانية خلال السنوات المقبلة أكثر مقارنة بالعقود السبعة الماضية. ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن حلف "البديل من أجل ألمانيا" قد حل في المرتبة الثالثة في هذه الانتخابات، علماً بأن وجّه انتقادات لاذعة للطريقة التي تعاملت بها أنجيلا ميركل مع المهاجرين، حيث استقبلت ألمانيا مليون لاجئ معظمهم من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. حزب البديل من أجل ألمانيا حصل على 13% من الأصوات على حساب تكتل "يمين الوسط" الذي يقوده الحزب "الديمقراطي المسيحي" وأيضاً على حساب تيار اليسار المتمثل في حزب "الديمقراطيين الاشتراكيين". وحسب الصحيفة هذه هي المرة الأولى في ألمانيا منذ الحقبة النازية التي يصل فيها إلى البرلمان حزب راديكالي، وهو "البديل من أجل ألمانيا"، ولدى الصحيفة قناعة بأن، تنامي حضور الشعبويين القوميين في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة يشكل في حد ذاته تحدياً لفكرة العولمة.