بين انتباهة العين وغفلتها انقض الإرهاب في مشروع قطر الساعي لتدمير الأنظمة والحكومات والشعوب، حتى انفض الأصدقاء من حولها لخطورة المشروع عليهم وعلى كل من يقع تحت هذه الطائلة، والطامة الكبرى. فهذا صديق حميم لأحد «الحمدين» هو «الأمير الوالد»، قبل أكثر من عقدين من عمر الزمان الغادر، يروي بعض تفاصيل هذا المشروع المخطط له سلفاً. ومن خلال هذه المساحة، سوف أتطرق لثنايا حديث الصديق القريب لحمد الوالد بعد أن انقلب على الوالد السابق، وفق خطة مرسومة وليست مصادفة غير محسوبة. منذ عقود، كان لدى قطر مشروع مع الإدارة الأميركية السابقة، وهذا لا يعني فقط منذ عهد أوباما الذي روج له النظام منذ دخوله عصر المقاطعة من الدول الأربع. والإدارة الأميركية السابقة، يعني في عهد كلينتون الأول أو الفترة الأولى من رئاسته، واستمرت إلى عهد أوباما الذي أوكل مهام احتضان الإرهابيين بشتى صنوفهم إلى قطر باسم تجميع فلول «الإسلام المعتدل» في الدوحة، من أجل تحقيق المشروع التدميري في أزمة اليوم الذي يساوي وفق حساباتنا الزمنية أكثر من عشرين عاماً مما نَعدُ، وهي ساعة تولي حمد الأب مقاليد الحكم في قطر. والهدف الرئيس من هذا المشروع القطري المحض هو العمل حثيثاً على تغيير المنطقة والنظم، مثل ما عملت جهدها المضني لتغيير النظام في كل من مصر وسوريا وليبيا، ويبدو أن الحبل ماضٍ على الجرار، ومن ذلك سعي أمير قطر السابق، وهو الأب لاحقاً، لتفتيت المملكة العربية السعودية! فعندما تقول السعودية والإمارات والبحرين ومصر إن قطر تتدخل في أمنها الداخلي، فهذا حقيقي؛ لأن الأمير الأب يعتقد أن المنطقة كلها عبارة عن عشائر، وهو يعتبر نفسه واحداً من أصحاب العشائر الكبرى، وهي عشيرة بني تميم، وأن لديه القدرة على شراء العشائر الأخرى كما يشتري معارضة سورية، أو معارضة ليبية ويشتري جيوشاً في العالم، ويفتخر بأن عنده سلاحاً فعالاً اسمه «الجزيرة». ترى ما هي الجزيرة؟ حسب أحدث الإحصاءات المنشورة، فإن الإعلام القطري نشر أكثر من 20 ألف مادة ضد السعودية خلال الأشهر الثلاثة الماضية منذ بدء الأزمة في 5 يونيو 2017! فـ«الجزيرة» ليست وسيلة إعلامية أو مذيعاً يقدم نشرة أخبار، بل «الجزيرة» هي دعاية «بروباغندا» مفضوحة للسيطرة على العقول، وهي الفتنة الأشد من القتل كما استأنس باللفظ القرآني الصديق الذي لم يعد حميماً الآن بل صار لساناً، وشاهداً على نظام الحكم في قطر «الحمدين» + واحد وهو تميم، وحتى الساعة لم يدرك بعض الناس خطورة هذا الإعلام «الذكي» الذي خان بـ«ذكائه» الأشقاء والأقرباء والأصدقاء، وخدم أجندة الغرباء والأعداء بجدارة واقتدار على الدمار. فهذا الإعلام «الذكي» باستطاعته إنتاج تيارات فكرية وسياسية خارج كل النصوص المعتبرة لدى الإقليم والعالم أجمع وقيود المنطقة، فهو أهم في رأي ذاك الصديق من «البنتاجون»، وأهم من الـ«سي. آي. إيه». وبالتالي صارت لدى الأمير السابق قناعة أن بإمكانه أن يفتح نار هذا الإعلام «القذر» على المملكة، وغيرها من الدول المستهدفة، في مشروعه، بنشر تقارير عن نقاط صغيرة، ولكنها تضخمها بعدسة مكبر الإعلام القطري، كما يكبر الميكروسكوب أو المجهر الفائق الدقة من حجم الجرثومة التي لا ترى بالعين المجردة إلا بعد تكبيرها آلاف المرات. هذا النوع من الإرهاب المكبِّر أو المضخِّم لدى قطر هو ما دعا المسؤول السابق في «البنتاجون» والباحث في معهد «إكزامنيز»، مايكل روبن، يناشد وزارة الخارجية الأميركية إدراج قطر وتركيا على لائحة الدول الداعمة للإرهاب، لافتاً إلى أن التغاضي عن دعم الدول الحليفة لواشنطن للإرهاب يقوض أهداف الولايات المتحدة، وحربها على التطرف، وفي رأي الباحث أنه حان الوقت لإعادة الهدف الأساسي للائحة الإرهاب، وهو تسمية الدول التي تشجع الإرهاب، سواء أكانت حليفة للولايات المتحدة أم لا.. وذلك حتى تلحق بإيران «الشريفة» الراعي الأكبر للإرهاب العالمي، وفقاً للإرادة الدولية.