جاءت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، خلال استقبال أبناء الشهداء المتفوقين وأهاليهم، أول من أمس في قصر البحر، لتعكس الاهتمام الاستثنائي الذي توليه القيادة الرشيدة لأبناء وأسر الشهداء وتقديم أوجه الرعاية الكاملة لهم، باعتبارهم النموذج والقدوة لأبناء الوطن جميعاً في التضحية والعطاء والمثابرة، فقد أعرب سموه عن سعادته برؤية أبنائه أبناء الشهداء المتفوقين، وهنأهم على تفوقهم وتميزهم في تحصيلهم العلمي والمعرفي، وحثهم سموه على مواصلة هذا النهج وبذل المزيد من الجهد والمثابرة في التحصيل العلمي والدراسي، مؤكداً سموه أن «أبناء الشهداء أمانة في أعناقنا وسيحظون بالرعاية الكاملة والمتابعة المتواصلة والدعم المستمر». إن حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على استقبال أبناء وأسر الشهداء يشير بوضوح إلى التقدير والاعتزاز الذي تكنه القيادة الرشيدة لهم، والوفاء لشهداء الوطن الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للإمارات، وإعلاء رايتها في ميادين الحق والواجب والشرف، وها هم أبناؤهم وذووهم يحظون بكل رعاية واهتمام، لمواصلة تميزهم وتفوقهم العلمي والمعرفي، فإذا كان آباؤهم استشهدوا من أجل أن يظل هذا الوطن وفياً لمبادئه، فإن أبناءهم في قلوبنا جميعاً، قيادة وشعباً، نحتضنهم ونقدم لهم كل أوجه الدعم اللازم لمساعدتهم على تحقيق أحلام آبائهم، من شهدائنا الأبرار، في مواصلة الطريق نحو العلم والمعرفة بتميز وثبات وعزيمة. ولا شك أيضاً في أن اعتزاز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأسر الشهداء الذين زرعوا في أبنائهم حب الوطن والاجتهاد في العلم والحرص على التفوق والوفاء لسيرة وتضحيات آبائهم، يبعث برسالة إيجابية إلى جميع أبناء الوطن، مفادها أن القيادة الرشيدة تقدر دوماً كل تضحية وعطاء من أبناء الوطن، وخاصة من أسر الشهداء وذويهم الذين يقدمون أروع الأمثلة في الوفاء والانتماء والولاء لهذا الوطن، والاستعداد للتضحية من أجله بكل غالٍ ونفيس، كي يظل شامخاً وآمناً ومستقراً، فهؤلاء الأبناء يؤكدون من خلال تميزهم وتفوقهم في التحصيل العلمي أنهم يستلهمون تضحيات آبائهم في خدمة الوطن والتضحية من أجله، وأمهات الشهداء اللائي فقدن أبناءهن، يثبتن يوماً بعد الآخر أنهن القدوة والمثل الأعلى الذي علينا الاقتداء به، لأنهن قدمن أبطالاً آمنوا بأن الدفاع عن الوطن والانتماء إلى ترابه ورفع رايته يمثل أسمى وأنبل الغايات. وحينما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إن «أبناء الشهداء أمانة في أعناقنا»، فإنما يؤكد حقيقة راسخة، تترجم في العديد من المبادرات التي تعنى بأسر الشهداء وذويهم، كمبادرة سموه الخاصة بإنشاء مكتب شؤون أسر الشهداء الذي يعنى بشؤون أسر شهداء الوطن، ومتابعة احتياجاتهم وتقديم الدعم اللازم لهم، وتأمين كل أوجه الرعاية والاهتمام لهم، وذلك بالتنسيق مع الجهات الرسمية الأخرى في الدولة، كما يسعى المكتب إلى تقديم أفضل الإمكانات والسبل لأبناء شهداء الوطن من خلال توفير البيئة الدراسية المناسبة التي تتيح لهم التفوق في تحصيلهم الدراسي، ونيل أعلى الدرجات العلمية، هذا فضلاً عن المبادرات الشعبية العديدة التي تعبر عن تضامن أفراد المجتمع مع أسر الشهداء وذويهم، والتي تجسد في مجملها مدى التلاحم والتضامن بين أبناء الوطن، كما تؤكد قوة التلاحم الوطني والتماسك المجتمعي، وهما اللذان يعتبران أهم روافد الولاء والانتماء إلى وطننا الغالي. إن اعتزاز القيادة الرشيدة بأبناء وأسر الشهداء وتوفير أوجه الرعاية الكريمة واللائقة لهم، يرسخ قيم الانتماء والوفاء والولاء لهذا الوطن الذي يحفظ الجميل لمن قدموا له التضحيات، ولا يترك أبناءهم وحدهم، بل يشملهم برعايته، ويقف إلى جوارهم ويمد إليهم يد العون والمساعدة، ولهذا يتنافس أبناء الوطن جميعاً من أجل خدمة هذا الوطن، وإعلاء شأنه ورفعته، حتى لو كانت أرواحهم ثمناً لذلك. ـ ـ ــ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.