شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة العالم يوم أمس السابع عشر من أكتوبر، في إحياء الذكرى الخامسة والعشرين لليوم الدولي للقضاء على الفقر، وهو الذي جاء هذا العام تحت شعار «الاستجابة لدعوة 17 أكتوبر للقضاء على الفقر: السبيل نحو مجتمعات أكثر سلماً واشتمالاً». ويهدف الاحتفال هذا العام إلى التذكير بأهمية وقيمة الكرامة الإنسانية والتضامن مع المحتاجين والمعوزين الذين يعانون الفقر بأشكاله المختلفة حول العالم، كما تهدف أيضاً إلى تأكيد ضرورة بذل المزيد من الجهود وتعزيز التعاون الدولي للقضاء على الفقر ومكافحته في كل مكان من هذا العالم. وتسعى الأمم المتحدة إلى توسيع دائرة المشاركة على مستوى عالمي، وإشراك كل قطاعات المجتمع لرفع مستوى العيش لـ 767 مليون شخص في العالم ما زالوا يعيشون في فقر مدقع. وتشارك دولة الإمارات العربية المتحدة، العالم الاحتفاء في اليوم الدولي للقضاء على الفقر، وهي تتصدر قائمة الدول الداعمة لمسيرة التعاون العالمي للقضاء على الفقر وتخفيف عبء الديون عن الدول والمجتمعات التي تواجه مشكلات اقتصادية عويصة، وللإمارات سجل إنساني عالمي حافل في هذا المجال ينسجم تماماً مع رسالة اليوم العالمي للقضاء على ظاهرة الفقر. وقد حققت دولة الإمارات إنجازات مشهودة ليس فقط على المستوى المحلي، حيث تمكنت الدولة وفي فترة وجيزة بكل المقاييس، وفي مراحل مبكرة جداً من القضاء على كل بؤر الفقر، ورفعت من مستوى عيش الإنسان بشكل غير مسبوق، حتى أصبح المواطن الإماراتي يتمتع بأعلى الدخول على مستوى العالم، ولا عجب والحالة هذه أن يكون الشعب الإماراتي من أسعد شعوب الأرض على الإطلاق. كما حققت الإمارات إنجازات كبيرة ومشهودة على المستوى الخارجي، حيث تسهم الدولة وبشكل رئيسي وفاعل في الجهود العالمية للقضاء على هذه الظاهرة التي يعانيها مئات الملايين حول العالم، وهي شريك أصيل للكثير من المنظمات الدولية المعنية بمكافحة الفقر. كما أنها تبذل جهوداً خاصة بها وتنفذ الكثير من برامج التنمية والمساعدات في الكثير من دول العالم، حيث لا تكتفي بتقديم المساعدات أو دعم برامج التنمية الدولية في العديد من دول العالم، بل تقوم بوضع الخطط والبرامج التنموية والخيرية بما ينسجم مع الاستراتيجية العالمية للأهداف الإنمائية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة. وقد أكدت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة للتسامح، بهذه المناسبة، أن لدولة الإمارات العربية المتحدة دوراً عالمياً رائداً وجهوداً إنسانية بارزة في القضاء على الفقر بمختلف مناطق ودول العالم، حتى أصبحت نموذجاً يحتذى به في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأولها القضاء على الفقر. وقالت الشيخة لبنى القاسمي: إن «فلسفة الإمارات الإنسانية قائمة على التسامح والمحبة والتكافل والمودة وتحقيق الحياة الكريمة لكل شعوب العالم بغض النظر عن أصولهم وألوانهم وجنسياتهم وأديانهم وثقافاتهم». لا شك في أن الجهود الإماراتية رائدة في هذا المجال، وهناك الكثير من المؤشرات على مدى الاهتمام الذي توليه الدولة بمكافحة الفقر، فحجم المساعدات، سواء التنموية أو الإنسانية التي تقدمها الإمارات، خاصة للدول النامية، يدل بشكل واضح على الجهود الجبارة التي تبذلها الإمارات في هذا المجال، وهذا ما جعلها تتبوأ المركز الأول في المساعدات الخارجية لثلاث مرات (2013 و2014 و2016) قياساً إلى نسبة دخلها القومي. إن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بجهود مكافحة الفقر عالمياً هو التزام ثابت ومتواصل، حيث ينبع من قيم عربية أصيلة ومن تعاليم إسلامية سمحة تدعو إلى مساعدة المحتاجين من دون مقابل، وهذا نهج راسخ في الثقافة الإماراتية أرسى دعائمه الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طب الله ثراه، وإخوانه الآباء المؤسسون الآخرون، وسارت من بعدهم على النهج نفسه، بل عززته قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، ممن يمثلون قدوة على مختلف المستويات في تقديم المساعدة لكل من يحتاج إليها، بغض النظر عن دينه أو عرقه أو لونه أو جنسيته. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية