بغداد تستعيد كركوك.. و«داعش» ينهزم في الرقة «ديلي تليجراف» حذرت صحيفة «ديلي تليجراف» في افتتاحية لها من أن هزيمة تنظيم «داعش» في مدينة الرقة السورية، والتي كانت تعتبر أبرز معاقله في سوريا، قد لا تعني نهاية تأثير التنظيم الإرهابي، لافتة إلى أن ذلك التأثير قد يستمر لسنوات أخرى مقبلة. وأوضحت أن آلاف المتطرفين المسلحين الأجانب سافروا إلى الرقة، ورغم مقتل كثير منهم، فإن آخرين عادوا إلى دولهم، وهم يشكلون تهديداً طويل الأمد على أمنها الوطني. وقدرت الصحيفة عدد البريطانيين العائدين إلى المملكة المتحدة بعد أن حاربوا في صفوف «داعش»، بأكثر من 300 شخص، داعيةً إلى وضع هؤلاء تحت الرقابة الأمنية المشددة. وقالت: «رغم أن جهود التنظيم لتأسيس دولته المزعومة قد أُحبطت، لكن أيديولوجيته لا تزال مغروسة بعمق في الشبكات المتطرفة في أنحاء العالم، وستسعى حتماً إلى الظهور مجدداً في مكان ما من أمكنة العالم يعاني من سلطة حكومية ضعيفة مثل ليبيا». وتضيف الصحيفة: «يوضح التاريخ أن ذلك التهديد لم يتبدد أبداً، وعلى الغرب أن يتأهب للموجة التالية من هذه الظاهرة، وأن يتعامل معها قبل أن تنمو وتتجاوز الحد الذي يمكن معه مواجهتها». وألمحت الصحيفة إلى أنه في حين سقط «داعش» في مواقعه الرئيسية حتى الآن، فإن الميلشيات الشيعية عززت نفوذها على الأرض، وزادت من خبرتها القتالية المكتسبة، ومن الممكن أن يندلع الصراع في أي لحظة بين هذه الميليشيات التي انضمت إلى القوات العراقية وبين قوات البشمركة الكردية التي ترغب في إقامة وطن خاص بالأكراد كجائزة على قيامهم بالمساعدة في الحرب على «داعش» وهزيمته، مشيرةً إلى أن طريق السلام لا يزال وعراً! «فاينانشيال تايمز» اعتبر الكاتب البريطاني «ديفيد جاردنر» أن سيطرة العراق على مدينة كركوك هي جزء من قصة أكبر بكثير، إذ أدى الخوف من عدوى الانفصال الكردي إلى توحيد مواقف دول وقوى متنافسة في الشرق الأوسط. وأوضح «جاردنر» أن الحلم الكردي إلى إقامة دولة مستقلة في شمال العراق، والذي أيدته أغلبية ساحقة في استفتاء الخامس والعشرين من شهر سبتمبر المنصرم، تحطم على صخرة الواقع بعد أقل من ثلاثة أسابيع على الاستفتاء، مع إحكام القوات العراقية سيطرتها على منطقة كركوك الغنية بالنفط، والتي يتنافس عليها العرب والأكراد، محذراً من أن هذه المنطقة يمكن أن تصبح الآن جبهة جديدة في حرب أخرى من بين حروب كثيرة تمزق الشرق الأوسط. وأضاف الكاتب: «رغم ذلك، ينبغي النظر إلى كركوك أيضاً باعتبارها جزءاً من منافسة جيوسياسية بين إيران والولايات المتحدة، بعد أن رفض الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي الشهادة بأن طهران ملتزمة بالاتفاق النووي الإيراني، وهو ما دفع طهران إلى التحرك على عدة جبهات، ولكن أولها كركوك». ونوّه «جاردنر» إلى أن الحكومة العراقية المركزية في بغداد ليست وحدها في رفض الخطوات الانفصالية الكردية، وإنما دول جوار إقليم كردستان، والتي توجد بها أقليات كردية، إذ أصدرت هي أيضاً تهديدات ضد التصويت على الانفصال. فقد «توحدت كل من تركيا وإيران والعراق وسوريا، التي يوجد بها مجتمعة ثلاثون مليون كردي، رغم اختلافاتها الواضحة، في مواجهة تهديد زعيم إقليم كردستان مسعود البارزاني، خشية أن تنتقل العدوى الانفصالية إلى أراضيها المشتعلة بالفعل». «الجارديان» سلطت صحيفة «الجارديان» في افتتاحيتها أمس، الضوء على مقتل الصحفية «دافين كاروانا جاليزيا»، التي قادت تحقيق الفساد المعروف بـ«وثائق بنما»، في انفجار بعبوة ناسفة قرب منزلها في مالطا، لافتةً إلى أن شجاعتها كلفتها حياتها، مطالبةً بإجراء تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن مقتلها. ودعت «الجارديان» إلى ضرورة أخذ تحذيرات «جاليزيا» بأن مالطا أضحت «دولة مافيا»، على محمل الجد. واقتبست تحذير الصحفية قبل مقتلها: «يوجد فاسدون في كل مكان تنظرون إليه الآن، والوضع يبدو لي بائساً»، وبعد أقل من نصف ساعة على كتابتها هذه العبارة على موقع «تويتر»، انفجرت عبوة ناسفة في السيارة المستأجرة التي كانت تقودها الصحفية، وهو ما أدى إلى مصرعها في الحال. وقالت الصحيفة: «إن التقارير التي أعدتها جاليزيا أظهرت مدى الفساد في مالطا، التي تعتبر أصغر دول الاتحاد الأوروبي، ويبلغ تعداد سكانها 420 ألفاً». ونوّهت إلى أن مالطا «ملاذ ضريبي آمن» في الاتحاد الأوروبي، تساعد شركات متعددة الجنسيات على تفادي دفع ضرائب تصل إلى 14 مليار يورو، وقد تسللت العصابات الإجرامية إلى القطاعات الصناعية الرئيسة فيها. «الإندبندنت» أفادت صحيفة «الإندبندنت» في افتتاحيتها أمس، بأنه ربما يكون قد آن أوان التراجع عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، لاسيما في ضوء التوقعات الاقتصادية القاتمة. وأشارت إلى أنه من الواضح أن المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تبدو شديدة الصعوبة، بينما تتجمع عاصفة اقتصادية حول لندن. ولفتت الصحيفة إلى أن تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الذي صدر بعد اجتماع رئيسة الوزراء «تريزا ماي» ورئيس المفوضية الأوروبية، يؤكد أن التبعات الاقتصادية للخروج صعبة، من دون اتفاق على شروط ما بعد الخروج، ستكون تبعاته كارثية على بريطانيا. وقالت «الإندبندنت»: «إن مؤيدي الخروج سيرفضون من دون شك تحذير المنظمة بشأن المخاطر، وسيعتبرونه مجرد محاولة من منظمة دولية للبحث عن مصالح دول أخرى». إعداد: وائل بدران