لطالما عملت دولة الإمارات العربية المتحدة، على تفعيل استراتيجياتها وخططها الوطنية في تمكين المرأة الإماراتية، على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والعديد من المجالات، استناداً إلى المبادئ والحقوق الإنسانية التي نصت عليها الشرائع المتعلقة بتحقيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، وبفضل الدعم الذي تقدمه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الفخري لمجلس سيدات أعمال أبوظبي، «أم الإمارات» للمرأة في جميع المجالات. وانسجاماً مع مواصلة حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على إدماج المرأة الإماراتية، وتعزيز مكانتها وفاعليتها في جميع المجالات، جاء انطلاق أعمال الدورة الـ19 للمنتدى الاقتصادي العالمي لرائدات وسيدات الأعمال، الأسبوع الماضي، وبمشاركة أكثر من 600 شخص، من مختلف أنحاء العالم، من صناع القرار، وقادة ورواد الأعمال، والمنظمات غير الحكومية، والفنانين والشباب، تأكيداً لأهمية تعزيز التنوع والإدماج، مركزين على وضع المرأة في قطاع الأعمال، والأعمال الخيرية للشركات، وريادة الأعمال والأثر الاجتماعي، والعديد من المواضيع التي تمس الجانب الحياتي للمرأة في دولة الإمارات. لقد جاء المنتدى الاقتصادي العالمي للرائدات وسيدات الأعمال، مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة، حققت الأسبقية والريادة على مستوى المنطقة في تمكين المرأة، وتفعيل مساهمتها في مختلف مجالات الحياة، بشكل إيجابي وفاعل، حيث كانت المرأة -وما تزال- الرديف والشريك الحقيقي للرجل في مسيرته نحو التنمية، وقدمت الإسهامات البارزة في مجالات ريادة الأعمال والقيادة والابتكار، في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، والسياسية، حيث تشغل السيدات اليوم 28% من مقاعد مجلس الوزراء، وهي من أعلى النسب إقليمياً وعالمياً، كما تشكل نسبة كبيرة من القوى العاملة الحكومية، حيث تصل إلى 60%، إضافة إلى إنشاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين لضمان التكافؤ في الفرص، الأمر الذي يؤكد حرص الدولة على تمكين المرأة بشكل متواصل ومستمر، حتى بات ذلك القاعدة/الأساس، والخطوة الصحيحة التي ينبغي القيام بها، في جميع المجالات. إن الريادة والتميز اللذين أثبتتهما المرأة الإمارتية، لهو أمر تؤكده العديد من البيانات والإحصائيات الأخرى، فقد باتت المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مساهمة بارزة في رفد الاقتصاد الوطني، وتحقيق زيادة في نمو الناتج المحلي الإجمالي. كما أصبحت المرأة تشارك بفاعلية على مستوى خارجي، حيث يشير إلى ذلك انتخاب المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة «لانا زكي نسيبة»، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، بصفتها رئيسة للهيئة، في خطوة تؤكد أن دولة الإمارات جادة وماضية في تمكين المرأة، حتى أضحت شريكاً فعلياً في العمل والتنمية والنهضة. لقد كان للاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات 2015-2021، التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الأثر الطيب في توفير إطار عام ومرجعية مهمة لكل المؤسسات الحكومية والخاصة، ومؤسسات المجتمع المدني في وضع خطط وبرامج عمل، وفرت للمرأة الحياة الكريمة، ومكنتها معرفياً ومهاراتياً، حتى أصبحت قادرة على المشاركة في العملية التنموية المستدامة، بشكل إبداعي وخلاق، وتبوء المكانة التي تليق بها، فكانت النموذج المشرف والسباق للريادة، في الهيئات المحلية والإقليمية والدولية المختلفة. لقد قدمت القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كل الدعم للمرأة الإماراتية، ووفرت لها الإمكانات اللازمة لتعزيز مسيرتها في التنمية والتطوير، محدثةً نقلةً نوعيةً، وخلال فترة زمنية قصيرة، أثمرت وأسهمت في خلق نخبة من القيادات النسائية، وضعن بصمتهن المميزة التي جعلت منهن قادرات على تحقيق الأثر، محلياً وإقليمياً ودولياً، وهو ما يؤكده تصدر دولة الإمارات العربية المتحدة مراكز متقدمة، في العديد من المؤشرات الخاصة بالمرأة، حيث حلت دولة الإمارات في المرتبة الأولى عربياً في مجال حقوق المرأة، والأولى في تمكين المرأة، قيادياً وبرلمانياً، وتصدرت كذلك مؤشر احترام المرأة على المستوى العالمي، في الحفاظ على كرامتها وتعزيز مكانتها، كما تصدرت على المستوى ذاته مؤشرَ التحاق المرأة بالتعليم العالي.. الأمر الذي لم يكن ممكناً لولا الرعاية والدعم المقدمَان لها على الدوام. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية