بعد يومين على كشف الحزب الشيوعي الصيني أسماء الجيل الجديد من كبار قادته، أدلت رئيسة تايوان «تساي إنج ون» بخطاب جماهيري حول العلاقات الصينية التايوانية، داعية إلى إحراز تقدم مع بكين، فيما يعتبر رسالة مباشرة نادرة من «تساي» إلى السلطات الصينية، منذ أن تولت المنصب العام الماضي. ولم تتحدث مباشرة سوى مرات قليلة عن تلك العلاقات، باستثناء الخطاب الذي أدلت به يوم تولي منصبها. وبعد المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، حضرت «تساي» مؤتمراً عنوانه: «العلاقات عبر المضيق في 30 عاماً»، وأدلت بكلمة افتتاحية. وسلطت الضوء على محاولات تدفئة العلاقات بين الجانبين منذ عام 1987 بالتفصيل. ومثلما يعلم معظم المراقبين للعلاقات عبر المضيق، وهو الوصف الذي يطلق على العلاقات بين الصين وتايوان، فإن ما وصفته «تساي» هو تاريخ ما يعرف الآن بـ«اتفاق 1992»، حيث عقد الحزب الشيوعي الصيني ممثلاً للصين وحزب «كومينتانج» ممثلاً لتايوان، محادثات وتوصلا في نهاية المطاف إلى «اتفاق 1992»، الذي ينص على أنه «توجد صين واحدة فقط». ولكن منذ أن تولت «تساي»، التي تنتمي إلى «الحزب الديمقراطي التقدمي» منصبها، واصلت الصين مطالبتها بـ«الاعتراف بحقيقة اتفاق 1992 التاريخية»، غير أن «تساي»، حافظت بطريقة دبلوماسية جداً على موقفها بالإشارة إلى ذلك الاتفاق بـ«محادثات 1992»، وعلى رغم الاختلاف الضئيل في الصياغة بين التعبيرين، إلا أنه يشكل سياسة مختلفة تماماً في عيون بكين. وفي خطابها الأخير، وصفت «تساي» عن عمد «الحقائق التاريخية» بطريقة أوضح وأعلنت أن «أن حكومة الحزب الديمقراطي التقدمي تحترم ليس فقط الحقائق التاريخية، ولكن أيضاً الاتفاقيات كافة التي تم توقيعها من قبل كلا الطرفين، والتي استكملت العملية التشريعية». وفي رسالة مباشرة إلى الحزب الشيوعي الصيني، قالت «تساي»: «إن الحزب الحاكم في الصين اختتم لتوه مؤتمره، ودخل مرحلة جديدة، والآن هي نقطة تحول من أجل التغيير، ومرة أخرى، أهيب بالقادة من كلا الجانبين أن يسعوا إلى إحداث تقدم في العلاقات عبر المضيق، وأن يعملوا من أجل تحقيق رفاهية الشعب، وأن يتخلصوا إلى الأبد من العداءات والصراع». وعلى رغم أنه من الواضح أن «تساي» بذلت بالفعل جهوداً من أجل تلبية الشروط المسبقة من قبل بكين لاستئناف الحوار، يبدو أن بكين لا تزال متحفظة. وفي رده على كلمة الرئيسة التايوانية، قال «مكتب شؤون تايوان في الصين»، يوم 26 أكتوبر أن «مبدأ الصين الواحدة» هو الأساس السياسي للعلاقات عبر المضيق. بيد أنه من الجدير بالذكر أن نبرة «مكتب شؤون تايوان» كانت أهدأ بشكل واضح مقارنة بالماضي، كما أنه لم يغلق الباب تماماً أمام استئناف الحوار. ----------------- تشارلوت جاو* * كاتب صحفي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»