نُقل مباشرة عن وزير الخارجية المكسيكي لويس فيدجاراي الذي يُعتقد أنه أكثر أعضاء إدارة الرئيس انريك بينا نيتو نفوذاً، قوله إن رفض إدارة ترامب لاتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) سيقوض التعاون في الأمن والهجرة بين الولايات المتحدة والمكسيك. وقد حان الوقت الذي يتعين فيه على الأميركيين أن يأخذوا التحذير مأخذ الجد، فيما تتجه المكسيك إلى عام انتخابي ما زالت فيه المشاعر المناهضة لترامب تتزايد، ما يضاعف التكلفة السياسية للشراكة مع الولايات المتحدة، ويعزز فرص المرشح الرئاسي القومي اندريس مانويل لوبيث أوبرادور. فقد ذكر مركز «أميركاز باروميتر» البحثي، أن عدم ثقة الشعب المكسيكي في الولايات المتحدة، بلغت 84% ارتفاعاً من نسبة 31% بعد ثلاثة شهور فقط من انتخاب ترامب. وكثير من المحللين قلقون من المخاطر التي تشكلها لغة إدارة ترامب ومواقفها من التجارة والهجرة على علاقات واشنطن الاقتصادية والسياسية. كما تمر علاقاتها الأمنية والدفاعية الثنائية باختبار أيضاً. والتدهور في التعاون الدفاعي للولايات المتحدة يهدد الاستقرار والأمن في محيطها في مجالات التجارة غير المشروعة والأزمات الإنسانية المتعلقة بالهجرة وزعزعة الاستقرار بسبب الجريمة والعنف. وهذا رغم أن ترامب ورث شراكة من التعاون الاستثنائي في مجال الدفاع. وهذا التعاون يسرته رغبة المكسيك وقدرتها على الاضطلاع بقسط أكبر من أعباء الأمن ليس فقط في المنطقة بل في العالم. فبعد ثمانية أعوام من مبادرات بناء الثقة، أرست إدارة أوباما علاقات دفاعية قائمة على الثقة والتعاون الذي يتجاوز جهود مكافحة الإرهاب والمخدرات، ليصل إلى شراكة أوسع استراتيجياً تتضمن جهوداً منسقة في أميركا الوسطى، وفي المساعدات الإنسانية والإغاثة في الكوارث، وحفظ السلام العالمي. وقد يضر الرئيس ترامب بنفسه من حيث لا يحتسب إذا أضر بالتعاون الأميركي المكسيكي في مكافحة المخدرات. فقد أعلن ترامب أن تفشي المخدرات يمثل حالة طوارئ للصحة العامة، ونهجه في التعامل مع جانب العرض يتطلب تعاوناً مكسيكياً. وهناك أكثر من 90% من الهيرويين في الولايات المتحدة تم إنتاجه في المكسيك أو شحنه عبرها. وفي المكسيك، يتولى الجيش مهمة مكافحة المخدرات والتصدي للعصابات ومحاربة زراعة النبات المستخرج منه الأفيون. وسيحسن الرئيس صنعاً إذا أنصت إلى لوري روبنسون قائدة القيادة الشمالية للولايات المتحدة التي ألقت الضوء في شهادتها أمام الكونجرس على أن التعاون مع القوات المسلحة المكسيكية، قوي ومهم للتصدي للتجارة غير المشروعة. وهناك أولوية أخرى لترامب تتمثل في وقف تدفق المهاجرين السريين. يذكر أن الولايات المتحدة بدأت في ظل إدارة أوباما تناقش مع المكسيك كيفية معالجة جذور الهجرة من أميركا الوسطى التي يحركها العنف والافتقار إلى الفرص الاقتصادية ومؤسسات الحكومة الهشة. ومعظم المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة ليسوا من المكسيك بل من دول الثالوث المضطرب، أي السلفادور وجواتيمالا وهندوراس. وركز الحوار الأميركي المكسيكي على كيفية دعم المؤسسات الدفاعية في أميركا اللاتينية، ليس فقط لتعزيز الفعالية العسكرية بل الشفافية والمحاسبة أيضاً. ومعالجة ثالوث الجريمة والفقر وضعف المؤسسات، تتطلب تنسيق الجهود بين دول نصف الكرة الغربي. وإذا أردنا تفادي انهيار الديمقراطية في نصف الكرة الغربي، فيتعين استمرار التعاون مع المكسيك. ---------------- ريبكا بيل شافيز* *نائبة سابقة لمساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون النصف الغربي من العالم --------------------- ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»