مآلات انتفاضة إيران.. و«عهد» تواجه إسرائيل «الإندبندنت» اعتبرت الكاتبة البريطانية «هبة خان» في مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت» أمس الأول، أن حالة الخوف من المعاملة الوحشية هي الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون في القرن الحادي والعشرين، لافتةً إلى أن واقع الفلسطينيين المحزن هو حياة من دون رعاية صحية أو اقتصاد، وفقر مدقع بلا أمن غذائي أو مياه، على وقع عنف عسكري ضدهم وضد أطفالهم. وذكرت خان أن الجميع يعرفون الآن أن الفتاة الفلسطينية عهد التميمي، البالغة من العمر 16 عاماً صفعت جندياً إسرائيلياً، لكن قليلين في الغرب هم من يدركون الأحداث التي أفضت إلى ذلك. وأكدت أن إخبار نصف القصة يمكن أن يكون أكثر جوراً من اختلاق القصة بالكلية، وهذا ما ينطبق على ما حدث مع عهد. وأوضحت الكاتبة أن الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر بأن عهد حاولت ضرب الجنود الإسرائيليين، مما أفضى إلى توقيفها واعتقالها، لكن الحقيقة هي أن جنود الاحتلال هم من تعدوا على أرض أسرة التميمي بعد أن صوبوا الرصاص المطاطي على وجه أحد أبناء عمومة عهد البالغ من العمر 14 عاماً، وأطلقوا الغاز المسيل للدموع على منزلهم، وحطموا نوافذه. وأضافت: «إنها كانت تعبر عن احتجاج مشروع على تلك المعاملة». وشددت «خان» على أن «ما رآه العالم في الفيديو الذي تم تداوله على نحو واسع النطاق لعهد أثناء صفعها أحد جنود الاحتلال هو رد طفلة مقموعة ومفجوعة.. طفلة توجه لها الآن بعض وسائل الإعلام الغربية أصابع الاتهام». ودعت «خان» العالم إلى تصور حالة الطفلة التي تبلغ من العمر 16 عاماً، حيث نشأت في دولة يجتاحها العنف والاحتلال العسكري، بينما تعجز في كثير من الأحيان عن الوصول إلى الطعام والماء والرعاية الصحية بصورة ملائمة، متسائلةً: ألن تشعر بالألم والإحباط والغضب؟ وماذا عساها كانت ستفعل عندما داهم جنود الاحتلال منزل عائلتها وأطلقوا الرصاص المطاطي على رأس قريبها؟ ثم تقول الكاتبة: «عندما تُحاكم طفلة خالية اليدين بسبب صفعها جنديَّ احتلال مدجج بالسلاح، فلابد من التساؤل عن غياب ضجيج المنظمات النسوية والاهتمام السياسي الدولي الذي نالته الطفلة الباكستانية ملالا يوسف». وأضافت: «بدلاً من جوائز نوبل والدعوات لمقابلة الرؤساء، لا تزال عهد التميمي قابعة في الأسر، وتُوصم بأنها (خطرة)». «الجارديان» سلطت صحيفة «الجارديان» في افتتاحيتها أمس الأول الضوء على الانتفاضة الشعبية في إيران، مشيرة إلى وجود أسباب متعددة وراء تلك الاحتجاجات. غير أن الصحيفة اعتبرت أنه سيكون من الحماقة توقع ما ستؤول إليه نتيجة ما يحدث خلال الأيام المقبلة. وقالت: «سرعان ما انتشرت المظاهرات، التي دخلت يومها السابع، في أنحاء المحافظات الإيرانية لتصبح الاحتجاجات الأكبر منذ الحركة الخضراء في عام 2009». وأضافت: «إن أبرز ما يميز الاحتجاجات الحالية هو شعارات مثل (الموت لخامنئي)، وتقارير عن متظاهرين يمجدون الملكية التي أُطيح بها في 1979». وتابعت: إن من أهم الدعوات تلك التي هاجمت «الطموحات الجيوسياسية لطهران»، ومطالبة المتظاهرين للنظام قائلين: «اتركوا سوريا وشأنها، واهتموا بنا». وأفادت الصحيفة بأن «القمع الوحشي للحركة الخضراء لا يزال حاضراً بقوة في أذهان الشعب الإيراني»، بينما هدّد وزير الداخلية بأن أولئك «الذين عطلوا النظام العام سيدفون الثمن»، وتوّعد «الحرس الثوري الإيراني» بمواجهة الاحتجاجات «بقبضة حديدية». لكن «الجارديان» اعتبرت أن الانقسامات العميقة داخل النخب الإيرانية، والتي تعكس اختلافات أيديولوجية وسياسية ومصالح شخصية بين المال والسلطة، تساهم في حالة الغموض بشأن مآلات الانتفاضة الراهنة. وذكرت أن كثيراً من الشعارات التي رفعها المتظاهرون خلال الأيام الأولى من الاحتجاجات عكست المظالم بشأن ارتفاع معدلات البطالة وأسعار الغذاء والفساد وغياب المساواة، لاسيما أن الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الدول الغربية في عام 2015 أخفق في تحقيق أي من التحسينات الموعودة. وألمحت إلى أن الاحتجاجات تبدو بلا قيادة، وإن كان بعض المتظاهرين يؤيدون مير حسين موسوي ومهدي كروبي، اللذين قادا المعارضة، ويخضعان في الوقت الراهن للإقامة الجبرية. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى أن الاحتجاجات ستسبب المتاعب للفرقاء في طهران كافة، ومن المرجح أن تتفاقم وأن تكون وقوداً للصراعات الداخلية في إيران. «فاينانشيال تايمز» أفاد «نيك كليج» نائب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، في مقال نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» أمس، بأن المفاوضات بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست» أضحت الآن مرهونة بالإجراءات التي تتخذها حكومة «تريزا ماي»، والتفسيرات المغايرة لما ينبغي أن تكون عليه تلك الإجراءات. وأوضح أنه حتى الآن يمكن لـ«المحافظين» من أنصار «بريكست» زعم الانتصار في المعارك الإجرائية الرئيسة كافة، على الأقل فيما يتعلق بتلك المعارك التي تجد اهتماماً شعبياً وإعلامياً. وأضاف «كليج»: «بعد استفتاء بريكست مباشرة، أكدوا أنه ليست ثمة فرصة للحديث عن قواعد حرية الانتقال، رغم أن صناع السياسة في بروكسل كانوا على استعداد للتفاوض بشأنها، ثم نجحوا في زعهم أنه لابد من الإسراع بتفعيل المادة 50 لبدء عملية الخروج، رغم أن الحكومة لم تكن متأهبة للمحادثات اللاحقة». وتابع: «أذعنت الحكومة في نهاية المطاف لجميع مطالب دول الاتحاد الـ27، ونجحت في إقناع الصحف المؤيدة بالثناء على خضوعها في المرحلة الأولى من محادثات الخروج، وكأنه انتصار». وتوقع «كليج» استمرار الحكومة البريطانية في المسار ذاته خلال عام 2018. إعداد: وائل بدران