أثناء عطلته في منتجع «مار إيه لاغو» بولاية فلوريدا، عقد الرئيس دونالد ترامب اجتماعات للبدء في التخطيط لحملة إعادة انتخابه في عام 2020، رغم أن كثيراً من «الديمقراطيين»، وبعض «الجمهوريين» المنافسين، وربما المحقق الخاص «روبرت مولر»، قد تكون لديهم خطط أخرى. بيد أنه عندما يعقد ترامب اجتماعه المقبل لوضع الاستراتيجية الانتخابية، فعليه أن يضع على أجندته موضوعاً مهماً ألا وهو: تحديد موعد «ركود ترامب المرتقب»! بالطبع.. أعني ركوداً اقتصادياً، رغم إدراكي أننا في واحدة من تلك المراحل التي يتصور فيها الناس أن قواعد الاقتصاد قد عُطّلت، وأسواق الأسهم في اتجاه صعودي لا نهائي، وإعلانات التوظيف منتشرة في كل مكان، ويبدو الاقتصاد في أنحاء العالم في فترة نادرة من النمو المتزامن، والتخفيضات الضريبية قد أسعدت مجالس إدارات الشركات في أنحاء الولايات المتحدة. غير أن مسار التراجع يُحلق في الأفق، سواء أكان ركوداً أو هبوطاً، أو لا قدر الله، انهياراً اقتصادياً، ذلك أنه ثمة جزءا ملازما لطاقة الدورات الاقتصادية يكمن في انحسار كل دورة. ويشي التاريخ بأن الركود المقبل ليس بعيداً، والتوسع الراهن، رغم ضعفه النسبي، مستمر منذ يونيو 2009، وهو ما يجعله ثالث أطول موجة صعود مسجلة. وبفضل التخفيضات الضريبية، تتجه الولايات المتحدة لتسجيل مدة 107 أشهر من دون ركود في أبريل المقبل، متجاوزة فترة الازدهار الاقتصادي في ستينيات القرن الماضي. وبعبارة أخرى، عندما يحمى وطيس انتخابات 2020، في ربيع عام 2019، فإن الاقتصاد (إذا لم يكن بالفعل في ركود) سيكسر الرقم القياسي الموجود، ويبدأ في اختبار قيود الدورة الحالية. ويكاد لا يكون من الصعب تصور الصدمات التي يمكن أن يثيرها أي تراجع. فمن الممكن أن يحقق «الديمقراطيون» فوزاً بالسيطرة على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي المرتقبة خلال العام الجاري، ويؤججون أزمة سحب الثقة. أو قد يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بصورة مبكرة لا يمكن للاقتصاد استيعابها، أو أن يتحرك ببطء أكبر من اللازم، ومن الممكن أن تنفجر فقاعة الدين الصينية، أو تقوم كوريا الشمالية بعمل جنوني! ديفيد فون دريل كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»