تزامناً مع «عام زايد» تنطلق اليوم فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة»، الذي تستمر فعالياته خلال الفترة من 13 إلى 20 يناير الجاري، ويستضيف ما يزيد على 35 ألفاً من المشاركين من 150 دولة، وتتميز الدورة الحالية من هذا الحدث العالمي بتزامنها مع مرور 10 سنوات على إطلاق «جائزة زايد لطاقة المستقبل» التي تم إطلاقها احتفاءً بإرث المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتكريماً لجهوده الريادية في حماية البيئة وتحقيق الاستدامة والحفاظ على الموارد، حيث سارت القيادة الرشيدة في ظل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على نهج الوالد المؤسس، وغدا هدف تحقيق الاستدامة على رأس قائمة أولويات القيادة الرشيدة، وجاءت «رؤية الإمارات 2021»، و«مئوية الإمارات 2071» لتجسد ذلك بوضوح، حيث تتمحور الرؤى حول تنويع مصادر الدخل والوصول بالدولة إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال تحقيق استدامة النمو في مختلف القطاعات، مستهدفة تأمين مستقبل الأجيال القادمة، والحفاظ على المكانة التي وصلت إليها الإمارات مع مواصلة خطى التقدم والازدهار الباهرة. وتنطوي تلك الجائزة المرموقة التي دخلت موسوعة «غينيس» لأكبر محاضرة في العالم حول الاستدامة، يوم الأربعاء الماضي، على مبادئ تعكس أهميتها وثقلها الإقليمي والدولي، من حيث دعم حماية البيئة، والتحول نحو الاستدامة من خلال اكتشاف وتشجيع الابتكارات والمشاريع الواعدة في شتى مجالات الطاقة المستدامة، وقد ساهمت «جائزة زايد لطاقة المستقبل» التي تعد من أهم الجوائز الدولية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة في تحسين حياة أكثر من 307 ملايين شخص حول العالم من خلال المشاريع والمبادرات المستدامة التي أطلقها الفائزون بالجائزة، أفراداً وجهات، حيث تشجع الجائزة المنظمات المبتكرة التي تعمل على تحسين حياة الإنسان من خلال حلول الطاقة المتجددة، كونها تستقطب الاهتمام الدولي والإشادة بالحلول المبتكرة التي تعالج مشاكل تغير المناخ وأمن الطاقة والتنمية الاقتصادية، كما أنها توفر منصة مثالية للتواصل مع مجتمع عالمي من رواد ومبتكري الطاقة المستدامة. ويعكس عدد المرشحين للفوز بجائزة زايد لطاقة المستقبل هذا العام، الذين بلغ عددهم 34 مرشحاً، مدى أهمية الجائزة التي حققت في دورتها العاشرة رقماً قياسياً في عدد طلبات الاشتراك بلغ نحو 2296 طلب مشاركة من أكثر من 112 دولة حول العالم. وتعكس «جائزة زايد لطاقة المستقبل» واحتضان الإمارات لفعاليات بارزة كـ«أسبوع أبوظبي للاستدامة» وغيرها من الجهود، عمق الرؤية الاستشرافية للقيادة الإماراتية التي أدركت مبكراً أن هذا العصر بات محفوفاً بالمخاطر، ولا سيما مع تزايد التحديات التي يواجهها العالم في ظل ظاهرة تغير المناخ ونقص الطاقة، ما يعوق التنمية الاقتصادية، ويهدد حياة الأفراد، وهو ما دفعها إلى تبنّي نهج شامل لبناء قطاع طاقة متجددة ونظيفة، وبفضل جهودها المتصلة استطاعت الإمارات تأسيس واحدة من أنجح التجارب في مجال الطاقة المتجددة على المستويين الإقليمي والدولي، وغدت تحتل مكانة رائدة عالمياً في دعم جهود بناء الاقتصاد الأخضر والتوعية، وتسليط الضوء على إمكانية تطبيق نهج الاستدامة في تنفيذ البرامج والسياسات في مجالات الطاقة والنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية بما يحافظ على مواردنا ويضمن مستقبل الأجيال، وهو ما جعل جهودها وتحركاتها في دعم تبني حلول الطاقة المستدامة في مختلف أنحاء العالم من خلال البحث، والتعليم، والابتكار، والتمويل، تحظى بإشادات واسعة، وعلى الرغم مما حققته الإمارات، فإنها تسرع الخطى نحو مزيد من الإنجازات التي تستهدف دعم الشباب ودفع طاقاتهم إلى الأمام من خلال تحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة وإشراكهم في تحقيق رؤيتها الطموحة لهذا القطاع الواعد. ـ ــ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.