هل ترغب في معرفة ما كان يفكر فيه الكثير من الجمهوريين خلال الأيام التي سبقت أول خطاب حول حالة الاتحاد يلقيه الرئيس دونالد ترامب في كونجرس يسيطر عليه الجمهوريون؟ إنه: حزب جديد. ففي نقاشات مراكز الأبحاث والدراسات، وفي جلسات الشاي أو القهوة في الكونجرس، وفي حفلات توقيع الكتب في واشنطن، يتساءل الجمهوريون المستاؤون حول ما إن كانوا يستطيعون إطلاق حزب جديد، حال حصولهم على مرشح مناسب، تماماً على غرار ما فعلوا في خمسينيات القرن التاسع عشر. وإذا كانت نتائج استطلاعات الرأي محقة، فإن الكثير من الأميركيين مستعدون للانضمام إليهم. فمثلما وجد استطلاع للرأي أجراه مركز غالوب، فإن 61? من الناخبين الأميركيين يؤيّدون فكرة حزب سياسي ثالث، وهو أعلى مستوى دعم سجله غالوب على الإطلاق. ويبدو الناخبون الشباب خاصة تواقين إلى التخلي عن نظام الحزبين، فقد أفادت شبكة «إن بي سي» في نوفمبر الماضي بأن 71? من الشباب المولودين خلال العقد الأول من الألفية الثالثة يرغبون في خيار حزبي آخر. وفي عام انتخب فيه ناخبو ولاية أميركية جنوبية مثل ألاباما سيناتوراً ديمقراطياً، يمكن القول إن كل الأشياء التي لم يكن ممكناً تخيلها في السابق باتت اليوم ممكنة وبات لها معنى ومنطق جديدان. والواقع أن احتمالات رئاسة حزبٍ ثالث في 2020 لم تعد اليوم أقل مما كان يبدو عليه احتمال انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة قبل عامين. في عالم السياسة الأميركية في مرحلة ما بعد ترامب، هناك كل المرشحين الممكنين الذين باتوا فجأة يبدون معقولين ومنطقيين. غير أن أولئك المثاليين بما يكفي ممن يراودهم حلم حزبٍ سياسي جديد، ليسوا مجانين بما يكفي لتخيل ترشحٍ تحرِّكه مقالات سياسية أو برامج سياسية حزبية. فالشخصية والمبادئ - سواء الإعجاب بها أو النفور منها - مازالا العاملين الأساسيين اللذين يتحكمان في انتخاب الرئيس الأميركي المقبل. جوليانا غلوفر: مستشارة سابقة لعدة سياسيين جمهوريين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»