خطوات لمنع «الحرب الشاملة».. و«صمت مخزي» لشركاء نتينياهو «يديعوت أحرونوت» في مقاله المنشور بـ«يديعوت أحرونوت» يوم الثلاثاء الماضي، وتحت عنوان «كي نمنع وقوع الحرب ينبغي على إسرائيل تحقيق صدع بين الأسد وإيران»، استنتج «جيورا إيلاند»أن الرئيس السوري ليس من مصلحته خوض نزاع مع إسرائيل في هذه المرحلة، وهو لا يريد تحديداً خسارة أصول مهمة بسبب إيران، وإذا كانت إسرائيل في كل مرة، تستهدف فيها أهدافاً إيرانية داخل سوريا، تشن هجمات ضد أصول مهمة لنظام الأسد، فإن تل أبيب بذلك قد تخلق شقاقاً بين نظام بشار وطهران، ونأمل أن تنحاز روسيا إلى الأسد. «إيلاند» وهو لواء سابق في الجيش الإسرائيلي، ورئيس سابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وباحث بارز بـ«معهد دراسات الأمن القومي»، يرى أن المشكلة الأساسية لا تكمن في صراع المصالح بين تل أبيب وطهران، بل في صِدام الإرادات بينهما، فالإيرانيون يريدون تدشين قوة عسكرية تابعة لهم في سوريا وخاضعة لسلطتهم، وإسرائيل مصممة على منع تحقيق هذا السيناريو. وضمن هذا الإطار، يقول الكاتب إن إسرائيل قررت المغامرة بالتعرض لمخاطر على المدى القصير من أجل منع حدوث تدهور استراتيجي في المستقبل، ما سيجعل سلوكها غير نمطي، وستكون هذه هي المرة الأولى التي تتحرك فيها إسرائيل عسكرياً لمنع جيرانها من امتلاك قوة تقليدية. ويطرح الكاتب جهوداً ينبغي بذلها في خطوات أربع من خلالها تستطيع إسرائيل إجبار إيران على التخلي عن طموحاتها في سوريا، حتى ولو بشكل جزئي، دون الانزلاق في حرب شاملة. الخطوة الأولى تكمن في الهجوم على أصول خاصة بنظام الأسد في كل مرة تستهدف فيها إسرائيل تجهيزات إيرانية داخل سوريا، أملاً في تحقيق توتر بين بشار الأسد وطهران. وتتعلق الخطوة الثانية بالبرنامج النووي الإيراني، فالولايات المتحدة تريد إعادة النظر في الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الكبرى، من أجل إضافة بنود جديدة على الاتفاق منها منع طهران من تصنيع صواريخ طويلة المدى. ومنع القوات الإيرانية من التواجد في سوريا، على أن يصبح هذا المطلب بنداً في الاتفاق النووي مع إيران، ذلك لأن إزالة الصواريخ الإيرانية من سوريا، تعد أكثر أهمية من القيود المفروضة على إنتاج إيران صواريخ جديدة. ويندرج ضمن هذه الخطوة الحوار الأميركي- الروسي، حيث يتعين على إسرائيل الضغط على الولايات المتحدة، لتكون الأخيرة أكثر تفهماً لاحتياجات روسيا، خاصة ما يتعلق بالعقوبات الغربية المفروضة على موسكو، وفي المقابل يتم الحصول على موقف روسي أكثر تعاوناً تجاه الملف الإيراني، خاصة أن تل أبيب لطالما طالبت بإعطاء الأولوية لتطورات الأزمة السورية. الخطوة الثالثة تخص لبنان، الذي يراه الكاتب أكبر تهديد مباشر لإسرائيل، ووفق هذه الرؤية، لا يكمن التهديد في إيران ولا سوريا، بل في عشرات الآلاف من الصواريخ التي يمتلكها «حزب الله»، علماً أن إطلاق تهديدات في اتجاه «الحزب» لن يمنعه من الانخراط في نزاع بشمال إسرائيل، وعلى هذه الأخيرة أن توضح بأن إطلاق الصواريخ من لبنان سيؤدي إلى خوض إسرائيل حرب شاملة ضدها، ولا أحد الآن يريد تدمير لبنان، سواء سوريا أو إيران أو السعودية أو فرنسا أو الولايات المتحدة، ولا بد أن تكثف إسرائيل بثها هذه الرسالة للبنانيين ولـ«حزب الله». الخطوة الرابعة يراها الكاتب في قطاع غزة، فتل أبيب تريد التركيز على حدودها الشمالية، ما يعني عدم الانخراط في صراع مع «حماس» داخل القطاع، بل تحسين الوضع الاقتصادي في غزة، حتى ولو من خلال «حكومة حماس». «هآرتس» «الصمت المخزي لشركاء نتنياهو في التحالف السياسي»، هكذا عنونت «هآرتس» أول أمس، افتتاحيتها، التي استهلتها بالقول: إن الشبهات الجنائية التي تحوم حول نتنياهو تزداد كماً ونوعاً، وأصدقاؤه يدخلون ويخرجون من غرف التحقيقات، ومؤيدوه لا يتورعون عن الهجوم على سيادة القانون، وهم بذلك يضفون حالة من عدم الشرعية على المؤسسات الحكومية، خاصة لدى نصف سكان إسرائيل، وذلك إذا وضعنا في الاعتبار التحالف السياسي الذي ينضوي فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي. وترى الصحيفة أنه من الصعب أن نتوقع من وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان لعب دور القدوة عند الحديث عن اتهامات نتيياهو بالفساد، خاصة أن ليبرمان كان قد نجا بصعوبة من أكثر التحقيقات الخاصة بالفساد في التاريخ السياسي لإسرائيل، والأمر نفسه ينطبق على وزير الداخلية «آري ديري» الذي سبقت إدانته في قضايا فساد، وتستغرب الصحيفة من موقف وزير التعليم الإسرائيلي «نفتالي بينيت»، حيث قال (إنه لن يسامح نفسه إذا ساهم في إسقاط حكومة لدي قناعة بالمسار الذي تسلكه)، «بينيت» يقود معسكراً يدعي أنه «أخلاقي»، ومن المخزي أيضاً تقول الصحيفة- موقف وزير المالية «موشيه كحلون» الذي يدعى أنه الشخص «المسؤول» في الحكومة. وعلى ما يبدو أن لكل وزير من هذين الوزيرين (كحلون وبينيت) أسبابه الخاصة التي تجعل كل واحد منهما لا يريد انهيار الحكومة الحالية أو استبدال نتنياهو بشخص آخر من حزب «الليكود». وربما هذا ما يفسر صمتهما وعدم اتخاذهما موقفاً واضحاً ضد نتائج التحقيقات الصادمة مع نتنياهو التي كشفتها الشرطة. ولن يمضي وقت طويل حتى تنتهي حقبة نتنياهو، وسيتذكر الجميع صمتهما تجاه تجاوزاته، وسيتمم تفسير موقفهما بأنه مثير للسخرية وليس إلا دلالة على الضعف. وتنتقد الصحيفة أيضاً الساسة الأرثوذوكس المتطرفين المهتمين فقط بما يريده أنصارهم ويتجاهلون أي شيء آخر، وهذا السلوك الذي يعكس علاقات نفعية غير صحيح خاصة في تسيير حكومة في دولة ديمقراطية. «ذي تايمز أوف إسرائيل» تحت عنوان «الحفاظ على سلطة القانون»، كتب دافيد هوروفيتس، أول أمس مقالاً في «ذي تايمز أوف إسرائيل» أشار خلاله إلى أنه في نهاية جلسة نقاشية مساء الثلاثاء الماضي نظمها زعماء يهود أميركيون، سألنا أحد الحضور عما إذا كانت إسرائيل تتحرك نحو إخراج رئيس وزراء فعال للغاية من منصبه لارتكاب جرائم رشوة مزعومة والتي تنطوي على مبالغ تافهة. صاحب السؤال سخر من أن المبلغ الذي يقارب 300,000 دولار أميركي الذي يزعم أن نتنياهو وزوجته سارة قد تلقياه على شكل سيجار وشمبانيا من الأصدقاء الأثرياء أرنون ميلشان وجيمس باكر، غير مهم بحيث يمكن تجاهله. على خلفية هذا المبلغ، سأل هذا الشخص بغضب، هل إسرائيل ستخسر زعيماً فريداً من نوعه في قدرته على الحفاظ على البلاد آمنة؟ وحسب الكاتب هناك من يقترح أنه لا ينبغي الاستمرار في تحقيقات الفساد المختلفة مع نتنياهو، لأن رئيس الوزراء بحاجة إلى تركيز اهتمامه الكامل على التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل؛ يجب أن يتم تأجيل أي تحقيقات جنائية حتى انتهاء ولايته. فمع تواجد إيران الآن مباشرة على حدود إسرائيل الشمالية، وتأزم الوضع قبل أيام فقط من خلال إرسال واحدة من طائراتها من دون طيار إلى أجواء البلاد في تحدٍ مباشر لم يسبق له مثيل؛ مع تقوية «حزب الله»، واقتراب نهاية حقبة محمود عباس. «جيروزاليم بوست» تحت عنوان «تركيا لن تخرج منتصرة من معركة عِفرين»، نشرت «جيروزاليم بوست» يوم الأربعاء الماضي، مقالاً لـ«عقيل ماركيو» المدير السابق لممثلية كردستان العراق في باريس، استنتج خلاله أن التخلي عن الأكراد، وتعريضهم لمذابح سيكون هزيمة أخلاقية للغرب. الكاتب أشار إلى أن مصطفى كمال أتاتورك تبنى شعار «السلام داخل الوطن..والسلام في العالم»، لكن القيادة التركية الحالية- يقول الكاتب- إنها حولت هذا الشعار إلى «حرب في الداخل وحرب في العالم». وحسب الكاتب، فإن الجمهورية العلمانية التركية التي تأسست عام 1923 على يد أتاتورك انحازت إلى الغرب، الآن تنحاز تركيا إلى مجموعات أصولية تخوض حرباً ضد الجيب الكردي في عفرين. أنقرة تعزل نفسها عن القيم الغربية وتخوض ضد شركاها الغربيين صراعات في قضايا عدة. تركيا تدعم «الإخوان» في مصر وحركة «حماس» في غزة، وسمحت للمتطرفين القادمين من أوروبا إلى عبور أرضتها والوصول إلى سوريا، وتمويل الجماعات السلفية، وإذا واصلت تركيا هذا النهج، فمن الحتمي أن نشهد طلاقاً بين تركيا والغرب. طه حسيب