تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة قدماً لتحقيق رؤاها التنموية المستدامة التي رسمت ملامحها قيادتنا الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والقائمة على أسس راسخة تضمن لها تحقيق خططها الاستراتيجية، وتوفر لها مساراً سلساً نحو مرحلة ما بعد النفط، من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية الوطنية. ومن هذا المنطلق فتحت الدولة الباب أمام مختلف القطاعات الاقتصادية ووفرت كل السبل التي من شأنها دعم نمو تلك القطاعات، وكان التأسيس لأن تكون الإمارات واحدة من أهم الوجهات الاستثمارية الواعدة هو نقطة الانطلاق نحو تحقيق خطط الدولة وتعزيز تنافسيتها، وفي ظل تركيز الدولة على دعم نمو القطاع السياحي الذي يعد واحداً من أهم القطاعات الواعدة التي تعول عليها الإمارات لتنويع اقتصادها، لعبت الاستثمارات المحلية والأجنبية دوراً أساسياً في النجاح الذي حققته الدولة في هذا المجال بعد أن غدت وجهة سياحية مميزة، قادرة على منافسة ومزاحمة كبرى الوجهات السياحية الإقليمية والعالمية. وفي سياق نجاح دولة الإمارات في الوصول إلى غاياتها وترسيخ مكانتها الاستثمارية والسياحية، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أهمية مشاريع التطوير النوعية التي يجري تنفيذها في دبي ومختلف ربوع الدولة، لِما لها من أثر في ترسيخ الموقع الرائد الذي وصلت إليه دولتنا كوجهة سياحية واستثمارية من الطراز الأول على المستوى العالمي، في الوقت الذي يلقى فيه السائح والمستثمر كل الترحاب والدعم، في إطار رؤية تسعى إلى تحقيق الريادة المطلقة في إسعاد الناس، وضمان راحتهم بنوعية حياة هي الأفضل تستند إلى أسس تشريعية تراعي أرقى المعايير العالمية. جاء ذلك خلال زيارة سموه، مؤخراً، جزيرة «بلو واترز» المشروع المتعدد الاستخدامات التابع ل «مراس القابضة» والواقع قبالة شاطئ «جميرا بييتش رزيدنس»، الذي يضم منشآت فندقية، وسكنية ومرافق خدمية وترفيهية عالمية المستوى بإجمالي استثمارات 6 مليارات درهم. وتزخر ربوع دولة الإمارات بالمشاريع السياحية والترفيهية الضخمة التي من شأنها دعم القطاع السياحي بخيارات ترفيهية متنوعة وفق أعلى المعايير العالمية، ومما لا ريب فيه أن جهودها في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية مبهرة للعالم، تحظى بإشادات إقليمية ودولية واسعة النطاق، وتبرهن دوماً الأرقام والإحصائيات أن الإمارات غدت قبلة للسياح من مختلف أقطاب العالم، سواء تجسد ذلك في نمو حركة الطيران، أو عائدات القطاع السياحي، أو نسب الإشغال الفندقي، أو غيرها من دلالات نجاح الدولة في استقطاب للسياح، وقد جاءت أحدث تلك الدلالات في التقرير السنوي لمؤسسة «إرنست آند يونج» حيث سجل القطاع الفندقي الإماراتي أفضل أداء تشغيلي على مستوى قطاع الضيافة في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2017، على صعيد معدلات الإشغال والعائد ومتوسط أسعار الغرف. كما يعد توفير البيئة الاستثمارية المواءمة عصب نمو مختلف القطاعات الاقتصادية بالدولة، وفي مقدمتها القطاع السياحي، فالاستثمار هو نواة استدامة النمو ورفد الاقتصاد الوطني بعائدات تلبي احتياجاته التنموية، وكذلك توفير فرص عمل تؤدي إلى تنشيط سوق العمل ودفع العجلة الاقتصادية، ولذا لا تألو الإمارات جهداً في توفير مقومات البيئة الاستثمارية التي تلائم طموحات الدولة وخططها الاستثمارية وتعزز مكانتها الاقتصادية. وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، قائلاً: «لدينا والحمد لله من المشاريع النوعية ما يؤكد مكانة الإمارات كوجهة مفضلة للزوار والأعمال من المنطقة والعالم، نريد لدولتنا أن تبقى دائماً أرض السعادة والأمل لشعبنا ولزوارنا وكل من يقصدنا حاملاً معه طموحاته وأحلامه، وما نراه من حولنا من مشاريع يترجم هذه الرؤية، ويؤكد حرصنا على الوصول إلى أرقى مستويات التميز في مختلف المجالات». وتأتي تلك الجهود ضمن مساعي الدولة لتحقيق «رؤية الإمارات 2021» ومن ثم مرتكزات «مئوية 2071» الهادفة إلى جعل الإمارات أفضل دول العالم بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.