قبل أقل من أسبوعين، اقترح الرئيس دونالد ترامب إطلاق صفة «جبناء» على الأعضاء الجمهوريين في الكونجرس الذين لن يؤيدوا رفع الحد الأدنى لمن يحق لهم شراء السلاح. لكن الرئيس تراجع عن هذا الموقف. ورغم أن هذا يعد مثالا على الكيفية التي يدير بها ترامب علاقاته بحلفائه، فإنه يعكس على نحو ما طريقة تفكير الأبيض حالياً. صحيح أن أعضاء الكونجرس من الجمهوريين عاملوه بشكل جيد. وهناك تحقيق جاد تجريه لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ بشأن الدور الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016، لكن الجمهوريين في مجلس النواب بذلوا جهداً أكبر لشن هجمات ضعيفة ومشتتة على الـ«إف بي آي» وآخرين ممن يجرؤون على تحميل ترامب المسؤولية. ولم تفعل أي من غرفتي الكونجرس اللتين يسيطر عليهما الجمهوريون شيئاً على الإطلاق حيال المصالح المتضاربة وغيرها من الأمور الشخصية. ومن ناحية أخرى، يصعب تحديد أي شيء قام به ترامب لإقناع الجمهوريين في الكونجرس بفعله. فهو يحصل على ما يريده عندما يفعل أشياء تحلو لهم، مثل تعيين قضاة كان من الممكن أن يختارهم أي رئيس جمهوري، أو عندما يقترح خفض الضرائب، لاسيما لأصحاب الدخول المرتفعة. وعندما يريدهم أن يفعلوا أمراً لا يريدون القيام به –كما هو الحال مع أجزاء من اقتراح الموازنة الفيدرالية أو خطة البنية التحتية- فهم غالباً يتجاهلونه. كما لم يكن قادراً على الفوز ضد معارضيه الجمهوريين بشأن نهجه المفضل فيما يتعلق بالهجرة وإصلاح الرعاية الصحية. ومن المؤكد أنهم لم يترددوا في مهاجمته بشأن رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، رغم أنه من غير المرجح أن يذهبوا إلى حد سن تشريع ضده في الواقع. وعموماً يفضل الجمهوريون في الكونجرس التعبير عن موقفهم لإدارة ترامب من خلال إلقاء خطب شديدة اللهجة، وليس تشكيل تحالفات تشريعية مع الديمقراطيين. ومن الصعب تفسير هذا النوع من المعارضة الضعيفة وغير الفعالة. هل يخشى الجمهوريون الرئيسَ وأنصارَه؟ هل يعتقد معارضوه من الجمهوريين أن من مصلحتهم الشخصية تجنب خسارة معارك داخل حزبهم؟ على أي حال، فإن ترامب يعطي الجمهوريين في الكونجرس معظم ما يريدونه. ومن جانب ترامب، يستحيل معرفة ما إذا كان حقاً يهتم بأي من المقترحات التي رفضها أو تجاهلها الكونجرس. ربما لا يهتم بأي منها. ويبدو من الواضح أنه يهتم بالتحقيقات التي تجري حوله وحول أسرته. ولعل الأعضاء الجمهوريين في الكونجرس قد سئموا من هذه الموضوعات. وربما يكون الوضع الحالي بمثابة توازن مستقر، بيد أن هذه الأمور تثير مشكلة للرؤساء مستقبلًا. لقد ظل «ليندون جونسون» ينتقد الديمقراطيين لسنوات في الكونجرس، حتى بدا الأمر وكأنه مهارة تشريعية. وفجأة، وجد حلفاءً أقل مما كان يعتقد في عامي 1967 و1968. أما ريتشارد نيكسون، فقد سحق الكونجرس، بما فيه من أعضاء حزبه. وعندما اندلعت فضيحة ووتر جيت، وقف معظم الجمهوريين معه ظاهرياً بينما كان الأعضاء والقادة الرئيسيون يتعاونون مع التحقيقات. وفي النهاية تخلوا عنه جميعاً. جوناثان بيرنشتاين أستاذ العلوم السياسية بجامعة تكساس في سان أنطونيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»