تعطي دولة الإمارات العربية المتحدة قضية التعليم أهمية محورية، وتعمل على توفير البيئة المواتية لعملية تعليمية تأخذ بأرقى المعايير العالمية، سواء على مستوى البنية التحتية، أو الكوادر البشرية، أو الموارد المالية، أو البحث العلمي، وذلك من منطلق إدراكها أن العصر الحالي ينطلق من ميزة أساسية تقوم على التقدم العلمي والمعرفي والتكنولوجي، واعتبار التعليم خط الدفاع الأول في مواجهة تحديات العولمة، وهو الأداة الأساسية اللازمة لاستثمار الموارد البشرية، التي تمثل العنصر الرئيسي للتنمية الشاملة والمستدامة. وضمن متابعته لإنجاز مشروع «تحدي الترجمة» مؤخراً، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «طلابنا بحاجة إلى محتوى تعليمي متقدم، ومشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني سيكون المنصة الأكبر عربياً للمحتوى التعليمي»، في إشارة إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب فتح المزيد من الأبواب للمعارف والعلوم، لافتاً سموه النظر إلى أن «الرياضيات والعلوم في المدارس العربية، مفتاح لاستئناف الحضارة العربية»، وأن «التعليم الإلكتروني سيكون الطريق الأسرع لردم الفجوة التعليمية في وطننا العربي». وتأتي متابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، لدعم العلوم والرياضيات في مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة، انطلاقاً من أهمية تشجيع الطلبة على دراستها، ما يسهم في بناء جيل من الباحثين والمفكرين والعلماء، وضرورة التركيز على التعليم الإلكتروني الذي سيسهم في ردم الفجوة التعليمية في الوطن العربي كله، حيث يُشكل مشروع «تحدي الترجمة» باكورة برامج ومبادرات «مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي»، الهادف إلى تعزيز موقع الدولة كإحدى أبرز دول المنطقة في توفير بيئة علمية وتعليمية متطورة، والارتقاء بتحصيل الطلبة العرب العلمي، وتسليحهم بالأدوات العلمية للعصر الحديث، عبر فتح المجال أمامهم للاطلاع على ما تقدمه أحدث المناهج العالمية. ولا يقتصر تركيز دولة الإمارات العربية المتحدة على توفير محتويات تعليمية متميزة، في مواد الرياضيات والعلوم والفيزياء والكيمياء والأحياء على الطلبة الإماراتيين، إنما بدأ التوسع في توفير محتوى تعليمي مجاني، يسهل الوصول إليه من قبل ملايين الطلبة العرب، في المراحل الدراسية كافة، بهدف التصدي لمشكلة عزوفهم عن دراسة التخصصات العلمية. فبحسب الاستراتيجية المعتمدة لـ «تحدي الترجمة» سيتم توفير 5000 فيديو تعليمي باللغة العربية في مواد العلوم في شتى المجالات والرياضيات، خلال عام من إطلاق التحدي، تغطى بها مناهج من رياض الأطفال وحتى الصف الـ 12، تتوافر مجاناً، ويستفيد منها أكثر من 50 مليون طالب عربي. إن المكانة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في العديد من المجالات المعرفية والعلمية، وسعيها نحو تحقيق التنمية المستدامة، جعلها تؤكد أهمية التعليم باعتباره أحد مفاتيح التقدم والنهضة، فعملت على توفير أكثر المدارس والمعلمين مهارة وتميزاً، واتباع أحدث الأساليب المبتكرة والرائدة في التعلّم الحديث والنشط، انطلاقاً من صياغة محتويات تعليمية تناسب احتياجات الطلبة، ليتمكنوا من الحصول على المعلومات إلكترونياً، في مرحلة المعرفة والتكنولوجيا، التي تسعى الدولة إلى تحقيقها، انطلاقاً من توجيهات القيادة الحكيمة في الاهتمام بالعلم والعلوم، وانطلاق الدولة نحو التميز والريادة، التي تسعى إلى تحقيقها، وفق الأجندة الوطنية لـ «رؤية الإمارات 2021»، ووفق «مئوية الإمارات 2071». لقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة سبّاقة في خدمة أبنائها، وخدمة المجتمع العربي في مجالات التربية والتعليم، رسالتها في ذلك التسهيل على الطلبة للحصول على المعلومات العلمية بطريقة مبتكرة ومبسطة، وفقاً لأساليب التعلّم الحديثة، بشكل يواكب متطلبات المرحلة القائمة على المعرفة والتكنولوجيا والعلوم الرقمية، وفتح المجال أمام الطلبة كي يمارسوا أدوارهم في بناء مجتمعاتهم ودولهم، ودفع مسيرتها النهضوية والتنموية نحو المزيد من النجاح، وإرساء قيم السلام والاستقرار والرخاء والسعادة، التي تتأتى عبر تثقيف الشباب وتعليمهم، ليكونوا صناع التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية