حصل الرئيسان رونالد ريجان، ودونالد ترامب على ولاء ساحق من جموع حزبهما، ربما أكثر من أي رئيس آخر في العصر الحديث.. ولكن ليس بنفس الطريقة. فقد كان ريجان يعبر عن فلسفة متفائلة بشأن حكومة أصغر وضرائب منخفضة ومناهضة للشيوعية، علاوة على القيم التقليدية التي كانت تعكس ما يؤمن به الناخبون الجمهوريون. أما ترامب، فأعاد تشكيل الجوهر الجمهوري، واستحضر حزباً مناهضاً للتجارة وللهجرة، يرحب بالعنصريين ويغض الطرف عن المسألة الديمقراطية في العالم. ومن المؤكد أنه ليس كل الجمهوريين يتقبلون وجهة نظر ترامب هذه، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن نحو 90% من الجمهوريين يؤيدونه. وفي هذا الصدد، قال «رين ويبر»، لاعب جمهوري بارز وعضو سابق في الكونجرس، والذي جاء إلى واشنطن عام 1981 عندما وصل ريجان، «إن سيطرة ترامب على القاعدة الشعبية أكبر حتى من سيطرة ريجان. إنه أمر شخصي للغاية». وهناك جمهوريون بارزون يشعرون بالقلق من ولاء يشبه العبادة لرئيس متقلب المواقف. وأحد هؤلاء هو «ميتش دانيالز»، الذي يفتخر بكونه عضواً جمهورياً أصيلاً ومميزاً. كان دانيالز المستشار السياسي الرئيسي لريجان، ومدير مكتب الإدارة والموازنة في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، وحاكماً ناجحاً لولاية انديانا على مدى فترتين. وقبل صعود ترامب، كان يمكن أن يُنظر إليه من قبل الجمهوريين، المحافظين والمعتدلين على حد السواء، باعتباره مرشحاً عالي الجودة لمنصب الرئيس. بيد أنه يقول الآن: «أشعر أنني بلا مأوى». والخيارات المتاحة للجمهوريين الساخطين؛ إما التصويت للديمقراطيين أو معارضة ترامب أو الانتظار حتى 21 يناير 2021. وفي الشهر الماضي، كتب الكاتب المحافظ «جورج ويل» في صحيفة «واشنطن بوست» أنه ينبغي على الجمهوريين التصويت للديمقراطيين في خريف هذا العام، من أجل التحقق من تجاوزات ترامب و«التأكيد على شرف الأمة». وقد تعززت وجهة نظره مؤخراً عندما قام أعضاء جمهوريون في الكونجرس، خاصة «جيم جوردون» و«تراي جودي»، بترديد اتهامات ضد مكتب التحقيقات الفيدرالي وتشويه سمعة نائب وزير العدل «رود روزنشتاين»، في محاولة لحماية ترامب وتقويض التحقيق في تدخل روسيا في انتخابات 2016. وهناك خيار آخر وهو تحدي ترامب. ورغم ذلك فإن معظم الجمهوريين يخشون من استخدام الرئيس لسلطته لحشد مؤيديه. وبالنسبة للمحافظين الأصليين، أمثال السيناتور «جيف فليك»، والنائب «مارك سانفورد»، فقد قام الناخبون الجمهوريون بطردهما من منصبهما لمجرد تشكيكهما في سلوك وخطاب الرئيس. وبالنسبة لحاكم ولاية أوهايو «جون كاسيتش»، الذي تغلب عليه ترامب ولم يحظ بالترشيح في انتخابات 2016، وكذلك مستشاره السياسي «جون ويفر»، فهما يختبران الأجواء من أجل ترشح آخر. ويعتقد عدد قليل من الجمهوريين أن «ميت رومني»، المرشح الرئاسي لعام 2012، والذي قد يصبح عضو مجلس الشيوخ عن ولاية يوتاه بعد شهر نوفمبر، يجب أن يقود المعارضة. وهناك جمهوريون يتمتعون بالدهاء في ولايات إيوا ونيو هامبشاير، ومنهم بعض الذين عارضوا ترامب، ويكادوا يجمعون على قناعتهم بأن ترامب لن يكون قابلا للهزيمة اليوم في مسابقات الحزب الجمهوري في ولاياتهم. أما الخيار الثالث الصعب بالنسبة للجمهوريين المنعزلين فهو الانتظار مع العمل على إرساء أساس لنوع آخر من الأحزاب. يقول «دانيالز» إن انتخابات 2016 أظهرت «مدى السرعة التي يمكن أن تتغير بها السياسة». وقال دانيالز، الذي يرأس حالياً جامعة بوردو، إن الجمهوريين بإمكانهم أن يحذوا حذو فريق «فيلاديلفيا سيفنتي سيكسرز» المحترف لكرة السلة، والذي عانى خلال ثلاث سنوات بائسة مع أسوأ سجل في الرابطة الوطنية لكرة السلة، بينما كان أعضاء الفريق يحاولون البناء من أجل المستقبل. وقد حث الفريق مشجعيه قائلاً: «يجب أن تثقوا بالعملية». وبالفعل، كانوا هذا العام هم الفريق الفائز، رغم أنه لم يكن منافساً جدياً في البطولة. غير أن الثقة في العملية السياسية خلال العامين ونصف العام القادمين، لا تبدو جذابة كذلك. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»