تعدّ دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً عالمياً للفنون والثقافة، حيث تولي الفنون بأشكالها كافة، جلّ الاهتمام والرعاية، نظراً إلى دور هذا القطاع الرائد في إرساء القيم الثقافية والإنسانية، ولكونه معياراً من معايير التقدم الحضاري الأساسية، وبوصفه قطاعاً يحقق مقداراً كبيراً من الانعكاسات الإيجابية والمؤثرة في مناحي الحياة الإنسانية، ويشجّع على تعزيز قيم التسامح والتعايش والاندماج، ويعزز ما تبتغيه الدولة في معالجة التحديات التي يواجهها البشر، بأساليب فنية تدخل إلى قلوب الناس بأبهى صورة.
ولأن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل على تشجيع وتكريم الفنانين، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في مجلس قصر البحر، عدداً من الملحنين والفنانين الإماراتيين، ترافقهم معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، الأمر الذي يؤكد مقدار الدعم والرعاية المقدمَين إلى العاملين في هذا القطاع الفاعل في التأثير على قيم المجتمع وسلوكه بشكل إيجابي، حيث أكّد سموّه أهمية الفنون في خدمة المجتمع الإماراتي والتعريف بقيمه وثقافته الأصيلة، ودورها في إبراز الوجه الحضاري للدولة وشعبها، والإسهام في دعم القضايا الوطنية.
وقالت معالي نورة الكعبي، في تغريدة على «تويتر»، بمناسبة استقبال سموه لكوكبة من فناني الإمارات: «تشرفنا بالسلام على سمو الشيخ محمد بن زايد مع نخبة من رواد الفنون الأصيلة الذين ارتقوا بالألحان والأغاني الوطنية.. تكريم سموه يبرز أهمية الفن ومساهمته في إثراء الثقافة»، ليؤكد كل ذلك حجم التقدير الذي توليه القيادة الرشيدة لدور الفن وأهمية رسالته الإنسانية والحضارية في الانتقال إلى مستويات عالية من الرقي التي تجسد ثقافة الشعوب وقيمها وتاريخها، وتبني جسوراً من التواصل فيما بينها، ليشكّل ذلك الاهتمام حافزاً مهماً للنهوض بالقطاع الفني وإثراء الساحة الفنية والثقافية في الدولة.
إن اهتمام دولة الإمارات بدعم الفنون بأشكالها كافة، يتضح من خلال النظر إلى حجم الإنجازات التي استطاعت تحقيقها في هذا المجال، حيث تضم الدولة العديد من المؤسسات التي تجسد الفن القديم والحديث، وتمتلك عدداً من المتاحف، وتعقد مجموعة من المعارض الفنية، ومهرجانات الموسيقى الشعبية والرقص والغناء، وتعقد فعاليات ثقافية تختص بأشكال الأدب كافة، من الشعر والنثر، وتعمل على تشجيع الحرف وصناعة الفخار، والحياكة، والتطريز كنماذج للحرف والصناعات التقليدية في دولة الإمارات منذ القدم.
إن النظرة الموسعة إلى الساحة الفنية في دولة الإمارات، تمنح المتأمل مقدرة على استكشاف الشغف الذي تعيشه دولة الإمارات، قيادةً وشعباً، تجاه الفنون وروادها وصانعيها، حيث بالإمكان معرفة ما يتم بذله من جهود في سبيل إيجاد مجموعة من الفنانين الإماراتيين، ذوي الأعمال المميزة، ويؤكد اهتمام الدولة بالتعليم الفني من خلال المؤسسات التعليمية الرائدة، والمؤسسات الفنية المختصة التي أثّرت إيجاباً في تطوير الحركة الفنية، ومهدت الطريق المشرق للفنان الإماراتي، حتى باتت دولة الإمارات واحدة من أبرز المجتمعات الداعمة للفنون على المستويين الإقليمي والعالمي.
لقد أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ وقت مبكر، أهمية إبراز الوجه الإنساني للفنون والثقافة، وعملت على دعم الفنانين الإماراتيين وتعظيم إبداعاتهم، لما لهم من دور في تعزيز تراث وهوية الدولة، والتأصيل لقيم الانفتاح والتسامح والتنوع الفكري والثقافي، وهو ما يؤكده اهتمام القيادة الرشيدة ورعايتها للإبداع الفني والثقافي، وتشجيع المبدعين على إطلاق أفكارهم الخلاقة، سعياً لتعزيز مكانة الدولة في مقدمة الدول صاحبة الإسهام الإيجابي في ترسيخ أسس السلام بين الناس، وتعزيز أواصر التفاهم بين الشعوب، باعتبار الفنون صاحبة دور مهم في تشكيل القيم الجمالية والإنسانية والوطنية، وتشجّع على تحقيق المزيد من التوهج والإبداع.
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية