* ما في مثل الرجّال الطويل يحرجك، ويسبب لك الشعور بالدونية، فتجد فجأة أن الأرض تسحبك لثراها، ولأنك عدال محزمه، ولو أن المسألة رجّال أو اثنين، قلنا ما يخالف، لكن الجماعة كلها معالي السحاب، خاصة حينما تسافر إلى الشمال الأوروبي، وإذا بالرجال القُهَمّ، ساعتها تشعر أنك قزم سيرك أو لاعب مكسيكي وحيد في الملعب، وتحمد ربك أن الحرب الحين ليست بالسيف، وإلا إذا ما تبادى عليك واحد من «الفايكنغ» كله دروع من حديد، وزرد، ويركب خيلاً تُرَوّع، وسيفه مترين من الفولاذ الصحيح، وأنت بسيف شبر، وكتّاره، أعتقد أن المقارنة ليست في صالح محارب الصحراء الذي سيجيد حينها الفَرّ، دون الكَرّ، هي بغتة، وإذا بك مجندل، ولأنك من صيدات أمس! * تراكم تلومونا في المطاوعة، وإلا أحد يسمي مدرسة أو مركز تحفيظ القرآن «الأُترُجّة»، قلة أسامي، أريد أعرف أي باص أو حافلة قادرة أن توصل التلاميذ لمدرستهم «الأُترُجّة» بالسرعة الممكنة، ثم إن نصف الطلبة لن يعرفوا يلفظونها، ونصفهم لن يعرفوا معناها، وسيظلون طوال النهار، مسببين القلق لأهلهم، ترانا رايحين «الأُترُجّة»، لا تحاتونا، أو رادّين من «الأُترُجّة» ها.. الغدا زاهب! * عثرك إذا ما رقدت على شبريه، وبتّ تتقلب، تنش والله هنّك، تقول بايت تتضارب مع الجن، عظامك متبردة، ولحيتك تطول في ذيك الليلة تقول هابّتنها سهيلي، وإلا موسدّنها سماد باكستاني، وإلا الجفون متهدلة، حتى الغمص اللي نسّيوه الناس عقب النفط، تلقى عيونك المساهرة مرمدة به، وهبابك توبص بها في الضحى العالي، أقول ذلك من تجربة مرأى مبيت بعض الناس على كرسي بلاستيكي، أو مقاعد ألمنيوم، اضطرتهم الظروف الجوية أن يهجعوا على ما وجدوا.. فأين منهم الأحلام ليلتها؟ * الفرنسيون يبالغون حد العمى، تلقاها حبة زيتونة، وبيظل يمصها، ويتمزمز، وآه.. ما أطيبها، وعجباً ما ألذها، حتى يشهيك تأكل شرواته، تجيب حق الحرمة منهن سلسلة ذهب صغيرونه 14 قيراطاً، يعني شويه بستوي نحاس، لولا الصبغة، وبتسمع الصريخ، ويا للهول! ويا للمفاجأة الجميلة التي لم أنتظرها، بوردة واحدة يمكنك أن تسمع كلاماً منمقاً للصبح، ومديحاً عند الصديقات، وزملاء العمل، تعزم العائلة في مطعم متواضع، فيجعلون منه مطعماً بثلاث نجوم «ميشلين»، ثمة دهشة غير متوقعة، وإطناب، هنا.. تترس لسهيلة «الكروزر» من الجبره، وتقول: وايييه.. تراك نسيت البروكللي، تريد تقدم لها وردة، فتسمع منها: لا تحسبني منهن، أعرفك يالطفس، أما السلسلة الصغيرة أم 14 قيراطاً، فستنوي بها بطول إيدها!