أين كانت عقول القائمين على رابطة الدوري الإسباني عندما اختاروا يوم السبت القادم موعداً لكلاسيكو الكرة الأرضية بين ريال مدريد وبرشلونة؟! وكيف غاب عنهم أن الأهلي ممثلنا وحامل شعلة أحلامنا يخوض في نفس اليوم مباراة انتظرناها 10 أعوام كاملة، لا يمثل الأهلي فيها نفسه فقط، ولكن كل من ينتمي إلى هذا الوطن. وكيف تقوم رابطة الدوري الإيطالي ببرمجة مبارياتها؟ وكيف تغفل عن يوم الوطن وحلم آسيا؟ وفي نفس يوم السبت القادم تقرر إقامة المواجهة الكبيرة بين يوفنتوس وميلان، كيف تتجاهل مشاعر جماهيرنا الذي تريده يوماً خالصاً للفرسان، ما الذي دهاهم وماذا أصابهم، وكيف نترقب مباراتهم المهمة، بينما لدينا ما هو أهم؟! أما الإنجليز فلم يراعوا أجندتنا، وبرمجوا مباريات دوريهم في نفس يوم مباراتنا، فيومها لن نتابع الدوري الأكثر جماهيرية في العالم، ولن نشاهد البوندسليجا، ولن يشغلنا الدوري الفرنسي ولا باريس سان جرمان، لن تجذبنا كثيراً مهارات السويدي زلاتان، فيومها ستكون قلوبنا وعقولنا وكل جوارحنا هناك في الصين، ستكون مع الفرسان، مع الأهلي الذي سيخوض مسك ختام المهمة، بحثاً عن المجد الآسيوي واعتلاء القمة. يوم السبت القادم سيصدح «الونان»، فلا صوت يعلو فوق صوت الفرسان، جميعنا نعلم هذا وكلنا وضع هذا الشيء في مقدمة أولوياته إلا أصحاب الشأن، فلجنة المحترفين يبدو أنها لا تدرك أهمية هذا اليوم بالنسبة لجماهير الإمارات، وإلا كيف نفسر عدم قيامها بتغيير موعد انطلاقة الجولة الثامنة من دوري الخليج العربي في نفس اليوم، بل إن مباراة دبا والشعب ستكون متزامنة توقيتاً مع مباراة الأهلي وجوانزو في النهائي الآسيوي. في سبتمبر الماضي تأهل الأهلي إلى الدور نصف النهائي من البطولة، وفي أكتوبر الماضي عبر إلى المباراة النهائية، وقبل 10 أيام تقابل مع جوانزو في ذهاب النهائي، فليست هناك مفاجأة، وموعد الإياب ومباراة التتويج معلوم لدى الجميع، ويوم السبت ستكون عقولنا وقلوبنا وأحلامنا معلقة هناك عند سور الصين، عندما نواجه التنين، أما لجنة دوري المحترفين، فقد سقط من أجندتها الحدث التاريخي، فيوم السبت لا مجال فيه للأشغال، ولا لطلبات البيت أو «مشاوير أم العيال»، وستتوقف عقارب الزمن، فهو يوم للمجد والحقيقة والحسم، يوم خالص للوطن وللفرسان والحلم، الجميع يدرك هذا، أما صاحب الشأن فهو آخر من يعلم.