أثار الإعلان عن رعاية شركة ''أدنوك للتوزيع'' لأنشطة جمعية الصحفيين الكثير من الجدل في الأوساط الصحفية، على الرغم من المضامين السامية لهذه الرعاية الرئيسية من قبل شركة وطنية بحجم ''أدنوك للتوزيع''· وكما ورد في خبر الإعلان عن هذه الرعاية فإنها جاءت إيماناً من الشركة بأهمية العمل الإعلامي والصحفي، وما له من دور إيجابي في طرح الموضوعات والقضايا التي تهم الفرد والمجتمع· وقد دأبت ''أدنوك للتوزيع'' منذ سنوات على دعم العديد من الحملات والأنشطة التثقيفية الوطنية التي تنظمها الجهات والمؤسسات الحكومية· ورعاية مثل هذه الأنشطة شيء، والصحافيون وجمعيتهم شيء آخر، ومن هنا كان الجدل الذي أثير على الساحة لدى الإعلان عن هذه الرعاية، وذلك من منطلق تأثيرها على أداء الصحفي أو الإعلامي الذي يتمتع برعاية هذه الجهة أو تلك· خاصة وأنها -كما يقول خبر الرعاية- تشمل إقامة الندوات التي تناقش قضايا المجتمع، وتنظيم الدورات لتطوير أداء الصحفيين الجدد وإعداد مركز لتدريب وتأهيل الخريجين الجدد سيكون مقره أبوظبي، وغير ذلك من المضامين الراقية والسامية، والتي تهدف الى تعزيز دور الإعلامي المواطن· وإذا كان البعض رأى في رعاية جهة خاصة لأنشطة جمعية الصحفيين دعماً ومنطلقاً جديداً لأنشطتها وفعالياتها، فإن البعض الآخر يجد فيها تحجيماً لتناول ذلك الصحفي لما قد يراه من سلبيات في أداء المؤسسات الراعية، وبصورة أوضح يرى أنها وإن اختلفت في الشكل فهي لا تختلف كثيرا عن ''الهدايا المغلفة بالسوليفان''، والتي أكدت العديد من المؤسسات الإعلامية على رفضها وهي توزع ''ميثاق الشرف'' على المنتسبين اليها· وحتى في ميثاق الشرف الذي ستطرحه الجمعية على أعضاء الجمعية العمومية التي من المقرر أن تجتمع اليوم، والقائم على مبدأ الولاء للحقيقة، وقد أصبح نسبيا في عصر التسويق الذي قررت جمعيتنا أن نعيشه، ونتعامل مع المنطق السائد فيه· علي العمودي