كان يمكن أن تحدث فاجعة رياضية في «استاد دو فرانس- سانت دينيه» الذي كانت تجري فيه مباراة منتخبي فرنسا وألمانيا، لولا حضور الرئيس الفرنسي، الأمر الذي جعل الإجراءات الأمنية مكثفة، ومشددة، خاصة وأنه كان يعج بـ80 ألف متفرج، والسبب الآخر أن العناية الإلهية بعثت واحداً مغاربياً، عربياً، مسلماً، فأنقذ الرئيس، وأنقذ الجمهور، دائماً ما يظهر بطل مسلم مغاربي في الأحداث الأوروبية المروعة، لينقذ بطلة الفيلم في النهاية، في أحداث مجلة «تشارلي إيبدو» كان هناك مسلم مغاربي أنقذ بعض الضحايا، مخاطراً بنفسه، وفي استعراض عسكري في احتفالات «14 جوييه» في شارع الشانزليزيه، كان هناك شاب مغاربي أنقذ الرئيس، والحضور من قناصة متربصين، هناك معادلة صعبة، وعجيبة، وعجائبية بين المنفذين العرب والمسلمين، والمنقذين العرب والمسلمين! الأحداث الإرهابية الأخيرة، ستغذي اليمين الأوروبي المتطرف، وربما تمكنهم من تولي السلطة، وهو أمر يضعضع موقف اللاجئين، والمهاجرين، وحتى المواطنين من أصول مسلمة، وعربية، وأعراق أخرى! كنّت تطرقت في مقالات سابقة عن الهجرات البحرية، ومراكب الموت للمهاجرين، وأنها ليست كلها خيراً، لأنها كانت تضم خلايا مهاجرة، وأخرى نائمة لإرهابيين، ومأجورين على القتل! في ظل الأحكام العرفية، والطوارئ، كل شيء مباح، ولا مكان للاستثناء، وعلينا توقع كل شيء، فالحمل يؤخذ بجريرة الذئب! ستشهد الساحات الأوروبية جرائم لأبرياء، لا ناقة لهم، ولا جمل في الأحداث، وسيجرمون بحكم الأصول، والهويات القديمة! في ظل لعبة مخابرات وقوى ومصالح، يختلط علينا المعنى بين السَلَفيّ، والسِلفِي، فلا نعرف لمن نبتسم، لتظهر صورتنا أجمل! ثمة خلل بين الدولة الوطنية، وبين بعض المهاجرين الذين ينتمون لأفكار راديكالية غير وطنية، وصعوبة التفريق بين وطن يقدم الكثير والبعيد، وأيديولوجيا تقدم الجاهز والقريب! - الرهان الأول على الحضارة، وفعلها، من الأنا والآخر، والرهان الأخير على تحصين الحضارة من الآخر وفعله! - ستكون هناك أفعال استفزازية من الطرف الآخر تجاهنا: شخصية، وعامة، وعلينا تحملها، وفهمها، كأفراد وجماعات! - الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني ستتحمل العبء الأكبر في الطرف هنا، والطرف الآخر هناك، نتيجة لفعل الأفراد في الطرف هنا، والطرف الآخر هناك! - الإرهاب ينجح مرة، وهي الأهم، والأكثر تأثيراً، والقوى الأمنية تنجح مرات كثيرة، لكنها تفشل مرة واحدة، وهي الأكثر أهمية وتأثيراً! أين القاعدة؟ يبدو أننا نسيناها لاختفاء صاحبها الغائب، وصاحبها النائم، أو تحولت الأموال عنها، لغيرها!