مساء اليوم يسدل الستار على عرس الأعراس الثقافية في عاصمتنا الحبيبة، باختتام الدورة السابعة عشرة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب· كانت دورة مميزة بكل المقاييس والمستويات، إن كان لجهة التنظيم والمشاركة التي كانت غير مسبوقة، أو من حيث الفعاليات الثقافية المميزة المصاحبة، والتي كانت على هامش المعرض وفوق هذا وذاك، ارتباطه بتكريم الفائزين من المبدعين في أول دورة من دورات الجائزة التي تحمل أغلى اسم منقوش في القلوب، وهي جائزة الشيخ زايد للكتاب، أكبر وأضخم جائزة ثقافية على مستوى العالم· مكرمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدعم مشتريات الأطفال والشباب وطلاب المدارس والجامعات من المعرض بما قيمته ثلاثة ملايين درهم، اضفى على هذه الدورة كذلك بعدا جديدا، ورونقا خاصا بمكرمة تؤكد على تأصيل القراءة، وغرس حب الكتاب في النشء والصغار· وتأبى هذه الدورة من دورات معرض أبوظبي للكتاب أن تختتم إلا بالإعلان عن جائزة جديدة، هي جائزة دولية للرواية والقصة العربية، اطلقت بدعم من ''مؤسسة الإمارات'' وبالتعاون مع مؤسسة جائزة بوكر العالمية في المملكة المتحدة، بهدف تعزيز التفاعل الثقافي وتشجيع الإبداع في عالمنا العربي· واذا كانت هناك من جائزة فهي للجهة المنظمة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي حرصت على أن يكون عرس أعراسنا الثقافية، بهذا المستوى من الإعداد والتنظيم، والبهاء والألق، تجسيدا لرؤية قيادتنا الرشيدة بتحويل أبوظبي منارة ثقافية، وقبلة للإبداع والمبدعين، ووجهة سياحية من الطراز الأول، بمستوى لا يقل عن مكانتها السياسية والاقتصادية، وفي ذلك اختزال لرؤية أشمل نحو الإنسان الذي هو أولا وأخيرا عماد أي تطور، وركيزة كل تحول· وبانتظار أن نحتفي بأهل الإبداع في الدورات المقبلة، نقول لكل الجنود المجهولين خلف هذا الإنجاز''مشكورين ··وما قصرتوا''·