تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبرئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام تنطلق صباح اليوم في العاصمة فعاليات مؤتمر ''العلاج بالقرآن بين الدين والطب''، والذي يشارك فيه مجموعة من أبرز علماء الدين والشريعة والأطباء· مؤتمر اليوم يكتسب أهمية خاصة وقصوى لا سيما ونحن نعيش هذا الخلط العجيب الذي تتبناه فضائيات المساخر والمهازل إياها، وأصبحت تقتحم الكثير من البيوت بدون أي استئذان، إلى جانب بعض الوسائل الإعلامية وصحف الإثارة والابتذال· وأطل من خلال هذه الوسائل الأدعياء والمشعوذون الذين تحولت أراجيفهم وخزعبلاتهم إلى تجارة رابحة، بعد أن وجدوا من يوفر لهم المنابر، وفوجئوا أيضا بمن يصدقهم ونحن نعيش القرن الواحد والعشرين، وشاهدنا هذه العينة من الأدعياء، وهم يفتون لهذا وذاك زاعمين أنهم قادرون على فك سحره، وبراء سقمه، وحل مشاكل زوجه، وإسقاط ديونه وتحريره من الهموم بمجرد أن يعرفوا فقط اسم والدة المتصل أو المتصلة· وتنهال اتصالات الهُبل والسذج مصدقين ما يدور من مشاهد ولقطات مسرحية الاستهبال والضحك على الذقون، وتتحول هذه الاتصالات إلى مناجم من الذهب تعزز ميزانيات فضائيات الانهيار الأخلاقي· نحن بحاجة إلى نشر وتعميم أوراق عمل المؤتمر وإتاحة أوسع الأوقات للعلماء الأفاضل المشاركين فيه للظهور على الجمهور وتبيان حقيقة أمور العلاج التي استخف بها أولئك الدجالون، وهم يروجون لأباطيلهم، فاذا كانوا يملكون تلك القدرات الخارقة لما أنفقت الدول كل تلك الأموال الطائلة على المؤسسات العلاجية ومراكز الأبحاث العلمية للتوصل إلى إنتاج عقاقير لعلاج الأمراض الفتاكة· نأمل للمؤتمرين والمشاركين في أعمال هذا المؤتمر النجاح والتوفيق في هذه المواجهة العظيمة التي هي مواجهة بين العلم والجهل، وبين النور والظلام·