منحت الجولة 16 في الدوري شهادة براءة للمجالس الرياضية، في أبوظبي ودبي والشارقة خلافاً لما تردد في الساحة الرياضية بعد تشكيل المجالس الرياضية من أن تلك المجالس ستكون سبباً في بروز ظاهرة التكتلات بين أندية الإمارة الواحدة، لتسهيل مهمة أحدها، إما للفوز ببطولة الدوري أو للهروب من مأزق الهبوط· وما قدمته الجولة الماضية يبدد تلك المخاوف ويؤكد أن شعار اللعب النظيف كان هو العنوان الأبرز، فجاءت النتائج ترجمة لعطاء كل فريق، بعيداً عن أي تحركات خارج الملعب· في لقاء الشباب والوصل·· تقدم الجوارح بهدفين نظيفين وضعا الفهود في موقف لا يحسدون عليه، برغم ان الشباب خاض المباراة بتشكيلة تخلو من أي لاعب أجنبي، وبشق الأنفس أدرك الوصلاوية أبطال الكأس التعادل، ليخسروا نقطتين غاليتين فتحولوا من المركز الأول إلى المركز الثاني· وفي قمة الإمارة الباسمة، لم يتمكن الشعب من الفوز على الشارقة إلا في الدقيقة الأخيرة بهدف علي سامره في مباراة شهدت رغبة شرقاوية جامحة للفوز على الشعب، لرد اعتبار خسارة الدور الأول، والاقتراب من منطقة الصدارة وانتهت المباراة بخسارة الشارقة النتيجة واثنين من لاعبيه سالم سيف ومسعود شجاعي بسبب الطرد! وفي كلاسيكو الإمارات سعى الفريق العيناوي جاهدا لتصحيح أوضاعه على حساب منافسه الوحداوي، وتعويض خسارة الدور الأول، ولولا الهدف الرأسي لموريتو بعد ثوان من هدف العيناوي هوّار ملا محمد فربما انتهت المباراة بالتعادل، ولكن إصرار الوحدة على انتزاع الصدارة كان وراء الانضباط الانفعالي بعد صدمة هدف التعادل، فتحول الفريق سريعاً للهجوم وسجل هدفاً منح الوحدة أغلى 3 نقاط هذا الموسم· وكل ما نتمناه أن تتواصل شهادات البراءة في الجولات المقبلة، وان تترسخ مفاهيم ان المجالس الرياضية وُجدت لوضع سياسات عامة وتوفير الدعم المنشود لأنديتها، بغض النظر عمن يكسب الدوري، ومن يتحول من دوري الأضواء·· الى غياهب المظاليم! ثمة ظاهرة تليفزيونية برزت في الآونة الأخيرة باستديوهات التحليل، حيث المجاملة المبالغ فيها بين مذيع الاستديو ومعلق المباراة، وبات من المألوف أن يحول المذيع الميكروفون الى المعلق بعبارة مفعمة بالمجاملة على شاكلة·· الميكروفون ينتقل الآن إلى المعلق المبدع ····· وعندما ينتهي الشوط الأول يرد المعلق التحية بـ أفضل منها ويقول الآن ينتقل الميكروفون إلى الاستديو مع المذيع الرائع ····· ناهيك عن المجاملات بين المعلق ومخرج الروائع وكأن النقل التليفزيوني بات فرصة لتبادل التحية وتوزيع الألقاب على الهواء مباشرة برغم أن الجمهور هو الوحيد صاحب الحق في تقييم الخدمة التليفزيونية - بكل عناصرها - وهو الوحيد صاحب الحق في الانحياز لمعلق معين أو مذيع بعينه، بعيداً عن توزيع الألقاب بمناسبة وبغير مناسبة·