جاء رئيساً لنادي الشباب بالمصادفة، في مهمة كان مقرراً لها أن تكون مؤقتة، فامتدت لسبعة مواسم، ويتمنى أن يرحل عن النادي.. ما أقساك يا القمزي علينا وعلى نفسك وعلى كل أولئك المتشبثين بالكراسي، والذين يبيعون أعمارهم من أجل البقاء، نجحوا أو فشلوا. في كل مرة يتحدث فيها، كنت أصفق.. وأنا أقرأ الحوار.. مع نفسي، وفي تلك الزاوية، ولم أخف إعجابي الشديد بما يقوله سامي القمزي بالذات، فهو يتحدث ببساطة وجرأة لا يتحلى بها الكثيرون، إن لم يكن جميع من في الساحة الكروية.. جرأة القمزي تأخذ عندي شكلاً آخر وأنا أقرأ لها، بل أتمنى أن يلعب اللاعبون كما يتحدث القمزي، ويدرب المدربون كما يتكلم.. وربما أن نكتب نحن كما يكتب أو كما يقول. في حوارنا الثاني بـ «أنت والجمهور»، لم يكن القمزي هو الضيف، وإنما نحن، فهكذا اعتدنا منه.. حتى لو ذهبت بالأسئلة والمداخل و«التكات» والمعضلات، توقع أن يكون عند القمزي ما هو أحلى وأروع.. دعه يتكلم.. دعه يحاور هو.. دعه يبدع.. صراحته تمنحك الكثير من الراحة، فلا زال في الملعب من يحمل عنك عبء أن تصارح وأن تواجه.. ما زال في الملعب من يحمل عبء المواجهة، والتخلي عن المجاملات التي أفسدت كل شيء. القمزي يريد الرحيل عن الشباب وسيفعلها إن وجد من يستطيع قيادة الدفة.. هو رجل من زمن الهواية.. لا يرفض الاحتراف، لكنه لا يرى ما نحن فيه احترافاً.. مترفع عن المناصب، ويجاهر بأنه يملك الوقت، وكأنه يلوم من لا يملكون الوقت، لكنهم يسيطرون على أي منصب يقع تحت أيديهم.. يرى أن دورينا أغنياء وفقراء، ويتوقع يوماً ينصرف فيه الفقراء عن دوري لا يمنحهم معشار ما ينفقون. القمزي يصر في كل عبارة أن يكون لاذعاً.. لا يغالي.. لكنه لا يبقي في صدره شيئاً.. هو يستريح، لكنه بالطبع لا يريح.. على الأقل لا يريح أولئك الذين لا يعملون مثله ولا يصارحون مثله. لست أدري هل أنا في معرض الكتابة عن القمزي، أم عما يقوله القمزي.. الواضح أن العلاقة بينهما واحدة، وأن لا أحد غير القمزي يستطيع أن يقول ما يقوله، لا لشيء إلا لأنه اختار من البداية أن يكون كذلك، وراهن على هذا الخط، ولكن ليس كل ما يتمناه القمزي.. يدركه. كلمة أخيرة: حين أقرأ للقمزي.. أدرك أو أظن أن الكلمة أحياناً أروع من بطولة