يتواصل على الساحة تفاعل أصداء استراتيجية الحكومة التي أعلنها أمس الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأحدثت كلمة سموه التي قدم بها الاستراتيجية أصداء أوسع وأثراً أعمق وأكبر· مرد ذلك ما أشارت اليه الصحف الاجنبية التي تصدر في الخارج كونها واقعة أولى في الامارات أن يتحدث المسؤول عن الحكومة بهذه الصراحة والشفافية والانتقاد الصريح لأوجه القصور في عدد من مرافق الدولة الحيوية· لكون الخطاب مختلفا عن اللغة التي تروق لبعض المسؤولين في الحلقات الأدنى من مراتب المسؤولية بأن ليس في الامكان ابدع مما كان· لقد حملت كلمات سموه في هذا الخطاب التاريخي تحديا بأن ما تحقق انجاز بكل المقاييس، ولكن ايضا بالامكان ان يتحقق الافضل والاحسن والارقى لما فيه الصالح العام· لقد اشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في كلمته الى مكامن الخلل في بعض المرافق، وضرب اربعة امثلة تحديدا في عدد من أهم الوزارات كالتربية والتعليم والتعليم العالي والعدل والصحة والشؤون الاجتماعية والعمل، حيث أدى ''حماس'' الوزير الى نتائج عكسية في بعض المجالات، وحدا بالوزير بعد كلمة الشيخ محمد بن راشد الى اعلان وقف توطين مهنة ''السكرتاريا''، مما يؤكد حديث سموه عن وجود قرارات ارتجالية لدى بعض المسؤولين، ورغم ان حديث سموه كان واضحا ويتعلق بموضوع توطين وظائف مدير موارد بشرية· فالتوطين الذي ندعو اليه جميعا هو التوطين الحقيقي لا الصوري الذي نتصدى له جميعا· وهذا لا يعني التقليل من جهود وحماس و''اجتهادات'' معالي وزير العمل الدكتور علي بن عبدالله الكعبي في قضية التوطين تحديدا، وكما يقال فإن ''لكل مجتهد نصيب''· وهي اجتهادات تكشف حاجتنا الماسة الى استراتيجية موحدة يتناغم فيها الاداء لأجل المصلحة العليا للوطن وأبنائه·