ربما لا يتذكر الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي، هذا التصريح، ولكنني أتذكره جيدا، رغم أنه يعود لأكثر من عشرين عاما تقريبا، عندما ارتفعت بعض الأصوات، ومنها مسؤولون يطالبون بوقف مراجعة تسهيلات الدخول للبلاد، وكانت صناعة السياحة في بداياتها، وذلك لمجرد وقوع حادثة· في ذلك التصريح قال بوفارس'' لو أننا كمسؤولين عن الأمن، ورغم الإمكانيات الكبيرة المتاحة بين أيدينا، غير قادرين على حماية هذا الأمن في بلد كالإمارات، فمن الأفضل أن نقدم استقالاتنا''، والمقصود بالحديث بعض القيادات الأمنية وقتها، التي تبنت تلك الدعوات· وبعد مرور كل تلك السنوات، ثبتت دولة الامارات العربية - ولله الحمد - موقعها على خارطة السياحة العالمية، كواحدة من أكثر المقاصد السياحة أمنا في العالم، واصبحت دبي لوحدها تستقبل من السياح ما يفوق بعشرات المرات دولا كبيرة سبقتها في هذا المجال· وفي ذلك لعب الأمن الدور الكبير الى جانب تطور البنية التحتية لصناعة الضيافة· اليوم ترتفع مثل تلك الاصوات من جديد، بعد واقعة سرقة مركز ''وافي'' بدبي، لتكشف وجود شريحة من الناس بيننا وللأسف منهم قياديون، تكون مواقفهم مجرد ردود فعل، وفي المقابل تبث فينا شرطة دبي هذه الروح الواثقة بأن الأمر تحت السيطرة، وما جرى لا يمثل شيئا، في واحة الأمن والأمان التي انعم الله بها علينا في هذا الوطن المعطاء· واذا كان هذا دورهم لإشاعة الطمأنينة في النفوس، فمن الواجب علينا التفاعل معها، بألا نسمح لأنفسنا بالتحول الى مجرد مرددين لما يشاع، ونندب ''الأمن'' المفقود، ونحاول ان ننعى صناعة أصبحت تدر المليارات· فالأمن والأمان اللذان ننعم بهما اليوم ولله المنة والحمد، هما ثمرة جهود هذه العيون الساهرة التي يحاول البعض النيل من صورتها، وبانتظار ''مفاجأة الأحد'' التي وعد بها بوفارس نقول لهم ''عساكم دوم على القوة''·